responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 275

قال الأصمعي: جرم فصحاء العرب.

ابن عتبة و ابن عمير:

قدم محمد بن عمير بن عطارد في نيف و سبعين راكبا، فاستزارهم عمرو بن عتبة، قال: فسمعته يقول: يا أبا سفيان، ما بال العرب تطيل كلامها و أنتم تقصرونه معاشر قريش؟فقال عمرو بن عتبة: بالجندل يرمى الجندل، و إن كلامنا كلام يقل لفظه و يكثر معناه، و يكتفي بأولاه و يستشفى بأخراه، يتحدر تحدر الزلال على الكبد الحرّى، و لقد نقصوا و أطال غيرهم فما أخلّوا، و للّه أقوام أدركتهم كأنما خلقوا لتحسين ما قبّحت الدنيا، سهلت ألفاظهم كما سهلت عليهم أنفاسهم، فابتذلوا أموالهم، و صانوا أعراضهم، حتى ما يجد الطاعن فيهم مطعنا، و لا المادح مزيدا، و لقد كان آل أبي سفيان مع قلتهم كثيرا منه نصيبهم، و للّه در مولاهم حيث يقول:

وضع الدهر فيهم شفرتيه # فمضى سالما و أمسوا شعوبا

شفرتان و اللّه أفنتا أبدانهم، و أبقتا أخبارهم، فتركناهم حديثا حسنا في الدنيا، ثوابه في الآخرة أحسن، و حديثا سيئا في الدنيا، ثوابه في الآخرة أسوأ، فيا موعوظا بمن قبله موعوظا به من بعده، اربح نفسك إذا خسرها غيرك.

قال: فظننت أنه إن أراد أن يعلمه أن قريشا إذا شاءت أن تتكلم تكلمت.

ابن عتبة و قرشيون تشاحوا:

العتبي قال: شهدت مجلس عمرو بن عتبة و فيه ناس من القرشيين، فتشاحّوا في مواريث و تجاحدوا، فلما قاموا من عنده أقبل علينا فقال: إنّ لقريش درجا تزلق عنها أقدام الرجال، و أفعالا تخضع لها رقاب الأقوال، و غايات تقصر عنها الجياد المنسوبة، و ألسنة تكلّ عنها الشفار المشحوذة؛ و لو احتفلت الدنيا ما تزيّنت إلا بهم، و لو كانت لهم ضاقت عن سعة أخلاقهم؛ و إنّ قوما منهم تخلقوا بأخلاق العوام فصار لهم رفق باللؤم، و خرق في الحرص و لو أمكنهم لقاسموا الطير في أرزاقها؛ إن خافوا مكروها

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست