responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 244

و هل نحن إلا أنفس مستعارة # تمرّ بها الرّوحات و الغدوات

بكيت و أعطتك البكاء مصيبة # مضت و هي فرد ما لها أخوات

كأنك فيها لم تكن تعرف العزا # و لم تتعمد غيرك النّكبات

سقى الضاحك الوسميّ أعظم حفرة # طواها الردي في اللّحد و هي رفات

أرى بهجة الدنيا رجيع دوائر # لهنّ اجتماع مرة و شتات‌ [1]

طوى أيدي المعروف مصرع مالك # فهنّ عن الآمال منقبضات‌

و قال أيضا:

أما القبور فإنهن أوانس # بجوار قبرك و الديار قبور

عمّت فواضله و عمّ مصابه # فالناس فيه كلهم مأجور

ردّت صنائعه إليه حياته # فكأنه من نشرها منشور

و قال أشجع بن عمرو السّلمي يرثي منصور بن زياد:

يا حفرة الملك المؤمّل رفده # ما في ثراك من النّدى و الخير؟

لا زلت في ظلين ظلّ سحابة # و طفاء دانية و ظلّ حبور [2]

و سقى الوليّ على العهاد عراص ما # و الاك من قبر و من مقور [3]

يا يوم منصور أبحت حمى النّدى # و فجعته بوليّه المذكور

يا يومه ما ذا صنعت بمرمل # يرجو الغنى و مكبّل مأسور

يا يومه لو كنت جئت بنصحه # فجمعت بين الحيّ و المقبور!

للّه أوصال تقسّمها البلى # في اللّحد بين صفائح و صخور

عجبا لخمسة أذرع في خمسة # غطّت على جبل أشمّ كبير

من كان يملأ عرض كلّ تنوفة # واراه جولا ملحد محفور [4]

ذلّت بمصرعه المكارم و النّدى # و ذباب كلّ مهنّد مأثور

أفلت نجوم بني زياد بعد ما # طلعت بنور أهلّة و بدور


[1] الشتات: الافتراق.

[2] و طفاء: المسترخية الجوانب.

[3] العهاد: المطر الأول.

[4] الجول: ناحية القبر.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست