responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 205

إذا راح أصحابي بفيض دموعهم # و غودرت في لحد عليّ صفائحي

يقولون هل أصلحتم لأخيكم # و ما الرّمس في الأرض القواء بصالح‌ [1]

و قال محمد بن بشير:

ويل لمن لم يرحم اللّه # و من تكون النار مثواه

و الويل لي من كلّ يوم أتى # يذكرني الموت و أنساه

كأنه قد قيل في مجلس # قد كنت آتيه و أغشاه:

صار البشيريّ إلى ربّه # يرحمنا اللّه و إياه‌

لأبي العتاهية في أبيات أوصى أن تكتب على قبره:

و لما حضرت أبا العتاهية الوفاة، و اسمه إسماعيل بن القاسم، أوصى بأن يكتب على قبره هذه الأبيات الأربعة:

أذن حيّ تسمّعي # اسمعي ثم عي وعي

أنا رهن بمضجعي # فاحذري مثل مصرعي

عشت تسعين حجّة # ثم وافيت مضجعي

ليس شي‌ء سوى التّقي # فخذي منه أودعي‌

و عارضه بعض الشعراء في هذه الأبيات، و أوصى بأن يكتب على قبره أيضا فكتبت و هي:

أصبح القبر مضجعي # و محلّي و موضعي

صرعتني الحتوف في الـ # تّرب يا ذلّ مصرعي‌ [2]

أين إخواني الذيـ # ن إليهم تطلّعي

متّ وحدي فلم يمت # واحد منهم معي‌


[1] الرمس: القبر مستويا مع وجه الأرض، و القواء: القفر.

[2] الحتوف: مفرده الحتف، و هو الهلاك.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست