اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 3 صفحة : 200
لابن سليمان في مثله:
وقف محمد بن سليمان على قبر ابنه فقال: اللهم إني أرجوك له و أخافك عليه؛ فحقق رجائي و آمن خوفي.
لأعرابية في أبيها:
وقفت أعرابية على قبر أبيها فقالت: يا أبت، إنّ في اللّه تبارك و تعالى من فقدك عوضا، و في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من مصيبتك أسوة. ثم قالت: اللهم نزل بك عبدك مقفرا من الزاد، مخشوشن المهاد، غنيا عما في أيدي العباد، فقيرا إلى ما في يديك يا جواد، و أنت أي ربّ خير من نزل به المؤمّلون، و استغنى بفضله المقلّون، و ولج في سعة رحمته المذنبون؛ اللهم فليكن قرى عبدك منك رحمتك، و مهاده جنتك. ثم انصرفت.
لأعرابية في رثاء ابنتها:
قال عبد الرحمن بن عمر: دخلت على امرأة من نجد بأعلى الأرض في خباء لها، و بين يديها بنيّ لها قد نزل به الموت، فقامت إليه فأغمضته و عصبته و سجّته، و قالت:
يا بن أخي. قلت: ما تشائين؟قالت: ما أحق من ألبس النعمة، و أطيلت به النظرة، أن لا يدع التوثق من نفسه قبل حل عقدته، و الحلول بعفو ربه، و المحالة بينه و بين نفسه!قال: و ما يقطر من عينها دمعة، صبرا و احتسابا. ثم نظرت إليه فقالت: و اللّه ما كان ماله لبطنه، و لا أمره لعرسه. ثم أنشدت.
رحيب الذراع بالتي لا تشينه # و إن كانت الفحشاء بها ذرعا
عمر بن عبد العزيز على قبر ابنه:
وقف عمر بن عبد العزيز على قبر ابنه عبد الملك فقال: رحمك اللّه يا بنيّ، فلقد كنت سارّا مولودا، بارّا ناشئا، و ما أحب أني دعوتك فأجبتني!
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 3 صفحة : 200