اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 3 صفحة : 179
رياء و لا سمعة، و لكني خرجت ابتغاء مرضاتك و اتقاء سخطك؛ فأسألك بحقك على جميع خلقك أن ترزقني من الخير أكثر مما أرجو، و تصرف عني من الشر أكثر مما أخاف. استجيب له بإذن اللّه.
الدعاء عند الدخول على السلطان
لابن عباس:
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا دخلت على السلطان المهيب تخاف أن يسطو عليك فقل: اللّه أكبر، اللّه أكبر و أعزّ مما أخاف و أحذر، اللهم ربّ السموات السبع و ربّ العرش العظيم، كن لي جارا من عبدك فلان و جنوده و أشياعه و أتباعه، تبارك اسمك، و جل ثناؤك، و عزّ جارك، و لا إله غيرك.
المنصور و جعفر ابن محمد:
أبو الحسن المدائني قال: لما حج أبو جعفر المنصور مرّ بالمدينة، فقال للربيع: عليّ بجعفر بن محمد، قتلني اللّه إن لم أقتله؛ فمطل [1] به، ثم ألح فيه فحضر؛ فلما كشف الستر بينه و بينه و مثل بين يديه، همس جعفر بشفتيه، ثم تقرب و سلّم، فقال: لا سلّم اللّه عليك يا عدوّ اللّه!تعمل على الغوائل في ملكي؟قتلني اللّه إن لم أقتلك!فقال له جعفر: يا أمير المؤمنين، إن سليمان صلّى اللّه عليه و سلم أعطي فشكر، و إن أيوب ابتلي فصبر، و إن يوسف ظلم فغفر؛ و أنت على إرث منهم، و أحقّ من تأسّى بهم. فنكس أبو جعفر رأسه مليا، ثم رفع إليه رأسه فقال له: [إليّ]يا أبا عبد اللّه فأنت القريب القرابة، و أنت ذو الرحم الواشجة [2] ، السليم الناحية، القليل الغائلة. ثم صافحه بيمينه، و عانقه بيساره، و أجلسه معه على فراشه و انحرف له عن بعضه، و أقبل عليه بوجهه يسائله و يحادثه؛ ثم قال: عجّلوا لأبي عبد اللّه إذنه و كسوته و جائزته. قال الربيع: فلما خرج
[1] مطل به: المطل: التسويف و المدافعة بالعدة و الدين.