responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 123

قال بعض الشعراء يصف الدنيا:

لقد غرّت الدنيا رجالا فأصبحوا # بمنزلة ما بعدها متحوّل

فساخط أمر لا يبدّل غيره # و راض بأمر غيره سيبدّل

و بالغ أمر كان يأمل دونه # و مخترم من دون ما كان يأمل‌ [1]

و قال هارون الرشيد: لو قيل للدنيا صفي لنا نفسك، و كانت ممن ينطق، ما وصفت نفسها بأكثر من قول أبي نواس:

إذا امتحن الدّنيا لبيب تكشّفت # له عن عدوّ في ثياب صديق

و ما الناس إلاّ هالك و ابن هالك # و ذو نسب في الهالكين عريق‌

لبعض الشعراء:

و قال آخر في صفة الدنيا:

فرحنا و راح الشّامتون عشيّة # كأنّ على أكتافنا فلق الصّخر

لحا اللّه دنيا تدخل السّتر أهلها # و تهتك ما بين الأقارب من ستر

و لأبي العتاهية:

كلنا نكثر الملامة للدنيا # و كل بحبّها مفتون

و المقادير لا تناولها الأو # هام لطفا و لا تراها العيون

و لركب الفناء في كلّ يوم # حركات كأنهنّ سكون‌

لابن عبد ربه:

و من قولنا في وصف الدنيا:

ألا إنما الدّنيا نضارة أيكة # إذا اخضرّ منها جانب جفّ جانب‌ [2]

هي الدار ما الآمال إلاّ فجائع # عليها و لا اللّذّات إلا مصائب

فكم سخنت بالأمس عين قريرة # و قرّت عيون دمعها اليوم ساكب


[1] المخترم: أي الذي اخترمته المنيّة فقضت عليه.

[2] الأيكة: الشجر الملتف.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست