اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 3 صفحة : 117
الرشيد و عابد بمكة:
حج هارون الرشيد، فبلغه عن عابد بمكة مجاب الدعوة معتزل في جبال تهامة فأتاه هارون الرشيد فسأله عن حاله ثم قال له: أوصني و مرني بما شئت، فؤاد لا عصيتك! فسكت عنه و لم يرد عليه جوابا؛ فخرج عنه هارون، فقال له أصحابه ما منعك إذا سألك أن تأمره بما شئت و حلف ألاّ يعصيك أن تأمره بتقوى اللّه و الإحسان إلى رعيته؟فخط لهم في الرمل: إني أعظمت اللّه أن يكون يأمره فيعصيه، و آمره أنا فيطيعني.
سفيان الثوري:
علي بن حمزة ابن أخت سفيان الثوري قال: لما مرض سفيان مرضه الذي مات فيه ذهبت ببوله إلى ديراني، فأريته إياه فقال: ما هذا ببول حنيفي. قلت: بلى و اللّه من خيارهم. قال: فأنا أذهب معك إليه، قال: فدخل عليه وجس عرقه، فقال: هذا رجل قطع الحزن كبده.
ابن سيرين:
مؤرّق العجلي قال: ما رأيت أحدا أفقه في ورعه و لا أورع في فقهه من محمد بن سيرين، و لقد قال يوما: ما غشيت امرأة قط في نوم و لا يقظة، إلا امرأتي أم عبد اللّه فإني أرى المرأة في النوم؛ فأعلم أنها لا تحلّ لي فأصرف [1] بصري عنها.
بعض العباد:
الأصمعي عن ابن عون قال: رأيت ثلاثة لم أر مثلهم: محمد بن سيرين بالعراق، و القاسم بن محمد بالحجاز، و رجاء بن حيوة بالشام.
العتبي قال: سمعت أشياخنا يقولون، انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين: عامر بن