و كان عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود فقيها شاعرا، و كان أحد السبعة من فقهاء المدينة.
و قال الزهري: كنت إذا لقيت عبيد اللّه بن عبد اللّه، فكأنما أفجر به بحرا.
و قال عمر بن عبد العزيز: وددت لو أن لي مجلسا من عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود لم يفتنى.
و لقيه سعيد بن المسيّب فقال له: أنت الفقيه الشاعر؟قال: لا بد للمصدور [1] أن ينفث.
و كتب عبيد اللّه بن عبد اللّه إلى عمر بن عبد العزيز و بلغه عنه شيء يكرهه:
أبا حفص أتاني عنك قول # قطعت به و ضاق به جوابي
أبا حفص فلا أدري أ رغمي # تريد بما تحاول أم عتابي [2]
فإن تك عاتبا نعتب و إلاّ # فما عودي إذا بيراع غاب
و قد فارقت أعظم منك رزءا # و واريت الأحبّة في التّراب
و قد عزّوا عليّ و أسلموني # معا فلبست بعدهم ثيابي
و كان خالد بن يزيد بن معاوية أبو هاشم، عالما كثير الدراسة للكتب و ربما قال الشعر، و من قوله:
هل أنت منتفع بعلـ # مك مرّة و العلم نافع
و من المشير عليك بالرأ # ي المسدّد أنت سامع
الموت حوض لا مجا # لة فيه كلّ الخلق شارع
و من التّقى فازرع فإنـ # ك حاصد ما أنت زارع
و قال عمر بن عبد العزيز: ما ولدت أمية مثل خالد بن يزيد، ما استثنى عثمان و لا غيره.
[1] المصدور: مريض الصدر، المسلول.
[2] أرغمه: أجبره.