اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 2 صفحة : 9
و دخل معن بن زائدة على أبي جعفر، فقال له كبرت يا معن. قال: في طاعتك يا أمير المؤمنين. قال: و إنك لجلد!قال: على أعدائك يا أمير المؤمنين. قال: و إنّ فيك لبقيّة. قال هي لك يا أمير المؤمنين. قال: أي الدولتين أحب إليك أو أبغض، أ دولتنا أم دولة بني أمية؟قال: ذلك إليك يا أمير المؤمنين، إن زاد برك على برهم كانت دولتك أحبّ إليّ، و إن زاد برهم على برك كانت دولتهم أحبّ إليّ. قال: صدقت.
قال هارون الرشيد لعبد الملك بن صالح، أ هذا منزلك؟قال: هو لأمير المؤمنين و لي به. قال: كيف ماؤه؟قال: أطيب ماء. قال: فكيف هواؤه؟قال: أصحّ هواء.
قال أبو جعفر المنصور لجرير بن يزيد: إني أردتك لأمر. قال: يا أمير المؤمنين قد أعدّ اللّه لك مني قلبا معقودا بطاعتك، و رأيا موصولا بنصيحتك، و سيفا مشهورا على عدوّك؛ فإذا شئت فقل.
و قال المأمون لطاهر بن الحسين: صف لي ابنك عبد اللّه. قال: يا أمير المؤمنين إن مدحته عبته، و إن ذممته اغتبته، و لكنه قدح [1] في كفّ مثقّف ليوم نضال في خدمة أمير المؤمنين.
و أمر بعض الخلفاء رجلا بأمر؛ فقال: أنا أطوع لك من الرّداء، و أذلّ لك من الحذاء.
و قال آخر: أنا أطوع لك من يدك، و أذلّ لك من نعلك.
و هذا قاله الحسن بن وهب لمحمد بن عبد الملك الزيات.
و قال المنصور لمسلم بن قتيبة: ما ترى في قتل أبي مسلم؟قال: لَوْ كََانَ فِيهِمََا آلِهَةٌ إِلاَّ اَللََّهُ لَفَسَدَتََا[2] . قال: حسبك أبا أمية.
و قال المأمون ليزيد بن مزيد: ما أكثر الخلفاء في ربيعة!قال: بلى، و لكنّ منابرهم الجذوع.