responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 83

و قال أبو الأسود الدؤلي: الملوك حكام على الدنيا، و العلماء حكام على الملوك.

و قال أبو قلابة: مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء: من تركها ضلّ، و من غابت عنه تحيّر.

و قال سفيان بن عيينة: إنما العالم مثل السراج: من جاءه اقتبس‌ [1] من علمه، و لا ينقصه شيئا، كما لا ينقص القابس من نور السراج شيئا.

و في بعض الأحاديث: إن اللّه لا يقتل نفس التقيّ العالم جوعا.

و قيل للحسن بن أبي الحسن البصري: بم صارت الحرفة مقرونة مع العلم، و الثروة مقرونة مع الجهل؟فقال: ليس كما قلتم، و لكن طلبتم قليلا في قليل فأعجزكم؛ طلبتم المال و هو قليل، في أهل العلم و هم قليل، و لو نظرتم إلى من احترف من أهل الجهل لوجدتموهم أكثر.

و قال اللّه تبارك و تعالى: إِنَّمََا يَخْشَى اَللََّهَ مِنْ عِبََادِهِ اَلْعُلَمََاءُ [2] و وَ مََا يَعْقِلُهََا إِلاَّ اَلْعََالِمُونَ [3] .

و قيل: لا تمنعوا العلم أهله فتظلموهم، و لا تعطوه غير أهله فتظلموه. و لبعضهم:

من منع الحكمة أربابها # أصبح في الحكم لهم ظالما

و واضع الحكمة في غيرهم # يكون في الحكم لها غاشما

سمعت يوما مثلا سائرا # و كنت في الشعر له ناظما

لا خير في المرء إذا ما غدا # لا طالبا علما و لا عالما

و قيل لبعض العلماء. كيف رأيت العلم؟قال: إذا اغتممت سلوتي، و إذا سلوت لذتي.

و أنشد لسابق البربري:

العلم يزن و تشريف لصاحبه # و الجهل و النّوك مقرونان في قرن‌ [4]


[1] اقتبس: استضاء و استنار.

[2] سورة فاطر الآية 28.

[3] سورة العنكبوت الآية 43.

[4] النّوك: الحمق، مقرونان في قرن: أي مسلوكان في سلك واحد

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست