responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 319

و قال حبيب الطائي:

فما لك بالغريب يد و لكن # تعاطيك الغريب من الغريب

أما لو أنّ جهلك عاد علما # إذا لرسخت في علم الغيوب‌

و من قولنا نمدح رجلا باستسهال اللفظ و حسن الكلام:

قول كأنّ فريده # سحر على ذهن اللّبيب

لا يشمئزّ على اللّسان # و لا يشذ عن القلوب

لم يغل في شنع اللّغا # ت و لا توحّش بالغريب

سيف تقلّد مثله # عطف القضيب على القضيب

هذا تجذّ به الرّقا # ب و ذا تجذّ به الخطوب‌ [1]

باب في تكليف الرجل ما ليس من طبعه‌

قالوا ليس الفقه بالتفقّه؛ و لا الفصاحة بالتفصّح؛ لأنه لا يزيد متزيّد في كلامه إلا لنقص يجده في نفسه، و مما اتفقت عليه العرب و العجم قولهم: الطبع أملك.

و قال حفص بن النّعمان: المرء يصنع نفسه، فمتى ما تبله‌ [2] ينزع إلى العرق. و قال العرجيّ:

يا أيّها المتحلّي غير شيمته # و من شمائله التّبديل و الملق‌ [3]

ارجع إلى خلقك المعروف ديدنه # إنّ التخلّق يأتي دونه الخلق‌

و قال آخر:

و من يبتدع ما ليس من خيم نفسه # يدعه و يغلبه على النّفس خيمها [4]

و قال آخر:

كل امرئ راجع يوما لشيمته # و إن تخلّق أخلاقا إلى حين‌


[1] تجذّ: تقطع.

[2] تبله: تختبره.

[3] الملق: التودّد و التملّق.

[4] الخيم: الطبع.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست