responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 265

و السبب الذي أجرى ذلك له؛ فإن وجده يقف على الحق أتمّ له الحديث، و إلا قطعه عنه و حرمه مؤانسته، و عرّفه ما في سوء الاستماع من الفسولة [1] و الحرمان للفائدة.

الأدب في المجالسة

للنبي صلى اللّه عليه و سلم:

و من حديث أبي بكر بن أبي شيبة أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: لا يقم الرجل للرجل عن مجلسه و لكن ليوسّع له.

و كان عبد اللّه بن عمر إذا قام له الرجل عن مجلسه لم يجلس فيه. و قال: لا يقم أحد عن مجلسه؛ و لكن افسحوا يفسح اللّه لكم.

أبو أمامة قال: خرج إلينا النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقمنا إليه؛ فقال: لا تقوموا كما يقوم العجم لعظمائها. فما قام إليه أحد منا بعد ذلك.

و من حديث ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال: إن خرجت عليكم و أنتم جلوس فلا يقومنّ أحد منكم في وجهي؛ و إن قمت فكما أنتم، و إن جلست فكما أنتم. فإن ذلك خلق من أخلاق المشركين.

و قال صلّى اللّه عليه و سلم: الرجل أحق بصدر دابّته و صدر مجلسه و صدر فراشه. و من قام عن مجلسه و رجع إليه فهو أحق به.

و قال صلّى اللّه عليه و سلم: إذا جلس إليك أحد فلا تقم حتى تستأذنه.

و جلس رجل إلى الحسن بن عليّ-عليهما الرضوان-فقال له: إنك جلست إلينا و نحن نريد القيام، أ فتأذن؟ و قال سعيد بن العاص: ما مددت رجلي قطّ بين يدي جليس، و لا قمت عن مجلسي حتى يقوم.


[1] الفسولة: عدم المروءة.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست