responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 264

مخدّمون، كرام في مجالسهم # و في الرّحال إذا رافقتهم خدم

و ما أصاحب من قوم فأذكرهم # إلا يزيدهم حبا إليّ هم‌

الأدب في الحديث و الاستماع‌

و قالت الحكماء: رأس الأدب كلّه حسن الفهم و التفهّم، و الإصغاء للمتكلّم.

و ذكر الشعبي قوما فقال: ما رأيت مثلهم أسدّ [1] تناوبا في مجلس، و لا أحسن فهما من محدّث.

و قال الشعبي فيما يصف به عبد الملك بن مروان: و اللّه ما علمته إلا آخذا بثلاث، تاركا لثلاث: آخذا بحسن الحديث إذا حدّث، و بحسن الاستماع إذا حدّث، و بأيسر المئونة إذا خولف؛ تاركا لمجاوبة اللئيم، و مماراة [2] السفيه، و منازعة اللجوج.

و قال بعض الحكماء لابنه: يا بنيّ، تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الحديث؛ و ليعلم الناس أنك أحرص على أن تسمع منك على أن تقول؛ فاحذر أن تسرع في القول فيما يجب عنه الرجوع بالفعل، حتى يعلم الناس أنك على فعل ما لم تقل أقرب منك إلى قول ما لم تفعل.

قالوا: من حسن الأدب ألاّ تغالب أحدا على كلامه، و إذا سئل غيرك فلا تجب عنه، و إذا حدّث بحديث فلا تنازعه إياه، و لا تقتحم عليه فيه، و لا تره أنك تعلمه، و إذا كلّمت صاحبك فأخذته حجتك فحسّن مخرج ذلك عليه و لا تظهر الظفر به، و تعلم حسن الاستماع، كما تعلّم حسن الكلام.

و قال الحسن البصري: حدّثوا الناس ما أقبلوا عليكم بوجوهكم.

و قال أبو عبّاد الكاتب: إذا أنكر المتكلم عين السامع فليسأله عن مقاطع حديثه،


[1] أسدّ تناوبا: يريد أنهم يتناوبون الحديث و يجيدون.

[2] مماراة السفيه: مجادلته.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 264
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست