اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 2 صفحة : 12
و وصل إلينا من عظيم رأفتك ما اتصل بأنفسنا اتصال النسيم: فأصبحت قد جمع اللّه بك الأيادي بعد افتراقها، و ألف بين القلوب بعد تباغضها، و أذهب عنا الإحن و الحسائك [1] بعد توقّد نيرانها، بفضلك الذي لا يدرك بوصف، و لا يحدّ بنعت.
فقال أردشير: طوبى للممدوح إذا كان للمدح مستحقّا، و للداعي إذا كان للإجابة أهلا.
دخل حسّان بن ثابت على الحارث الجفنيّ فقال: أنعم صباحا أيها الملك، السماء غطاؤك، و الأرض وطاؤك و والدي و والدتي فداؤك. أنّى يناوئك المنذر [2] ؟فو اللّه لقذالك أحسن من وجهه، و لأمّك أحسن من أبيه، و لظلّك خير من شخصه، و لصمتك أبلغ من كلامه، و لشمالك خير من يمينه. ثم أنشأ يقول: