responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 74

أبو جعفر و ابن هبيرة

المدائني قال: لما كتب أبو جعفر أمان ابن هبيرة و اختلف فيه الشهود أربعين يوما [1] ركب في رجال معه حتى دخل على المنصور، فقال: إن دولتكم هذه جديدة، فأذيقوا الناس حلاوتها و جنّبوهم مرارتها، لتسرع محبتكم إلى قلوبهم و يعذب ذكركم على ألسنتهم، و ما زلت منتظرا لهذه الدعوة. فأمر أبو جعفر برفع الستر بينه و بينه، فنظر إلى وجهه و باسطه بالقول حتى اطمأنّ قلبه. فلما خرج قال أبو جعفر لأصحابه:

عجبا من كل من يأمرني بقتل مثل هذا!ثم قتله بعد ذلك غدرا.

أبو جعفر و سلم في قتل أبي مسلم‌

و قال أبو جعفر لسلم بن قتيبة: ما ترى في قتل أبي مسلم؟قال: لو كان فيهما آلهة إلا اللّه لفسدتا، قال: حسبك اللّه أبا أمية.

قال أبو عمرو بن العلاء: كانت بنو سعد بن تميم أغدر العرب، و كانوا يسمون الغدر في الجاهلية كيسان، فقال فيهم الشاعر:

إذا كنت في سعد و خالك منهم # غريبا، فلا يغررك خالك من سعد

إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم # إلى الغدر أدنى من شبابهم المرد

الولاية و العزل‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «ستحرصون على الإمارة ثم تكون حسرة و ندامة؛ فنعمت المرضعة و بئست الفاطمة» .

لابن شعبة في حب الولاية و كراهيتها

و قال المغيرة بن شعبة: أحب الإمارة لثلاث و أهجرها لثلاث: أحبها لرفع


[1] لما هم أبو جعفر أن يكتب الأمان لابن هبيرة يزيد بن عمر الذي كان عاملا لمروان بن محمد آخر ملوك بني أمية على العراق، مكث يشاور فيه العلماء أربعين يوما حتى رضيه ابن هبيرة.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست