responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 357

وفود أروى بنت عبد المطلب علي معاوية رحمه اللّه‌

العباس بن بكار قال: حدّثني عبد اللّه بن سليمان المدني و أبو بكر الهذلي، أن أروى بنت الحارث بن عبد المطلب دخلت على معاوية و هي عجوز كبيرة؛ فلما رآها معاوية قال: مرحبا بك و أهلا يا عمة، فكيف كنت بعدنا؟ فقالت: يا بن أخي، لقد كفرت يد النعمة، و أسأت لابن عمك الصحبة، و تسمّيت بغير اسمك، و أخذت غير حقك، من غير دين كان منك و لا من آبائك، و لا سابقة في الإسلام، بعد أن كفرتم برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأتعس اللّه منكم الجدود [1] ، و أضرع‌ [2] منكم الخدود، و ردّ الحقّ إلى أهله و لو كره المشركون، و كانت كلمتنا هي العليا، و نبينا صلّى اللّه عليه و سلّم هو المنصور، فولّيتم علينا من بعده، تحتجون بقرابتكم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نحن أقرب إليه منكم و أولى بهذا الأمر؛ فكنا فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون، و كان علي بن أبي طالب رحمه اللّه بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى، فغايتنا الجنة و غايتكم النار.

فقال لها عمرو بن العاص: كفى أيتها العجوز الضالة، و أقصري عن قولك مع ذهاب عقلك، إذ لا تجوز شهادتك وحدك.

فقالت له و أنت يا بن النباغة [3] تتكلم!و أمك كانت أشهر امرأة تغنى بمكة، و آخذهن لأجرة!اربع على طلعك، و اعن بشأن نفسك؛ فو اللّه ما أنت من قريش في اللباب من حسبها و لا كريم منصبها؛ و لقد ادعاك خمسة نفر من قريش، [كلهم يزعم أنه أبوك‌]فسئلت أمك عنهم، فقالت: كلهم أتاني، فانظروا أشبههم به فألحقوه به، فغلب عليك شبه العاص بن وائل فلحقت به.


[1] الجدود: الخطوط.

[2] و أضرع: أذلّ.

[3] النباغة: الزانية.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست