اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 1 صفحة : 239
و من يجعل المعروف من دون عرضه # يفره و من لا يتّق الشّتم يشتم [1]
يعني زهيرا. قال: ثم من؟قال: الذي يقول:
من يسأل الناس يحرموه # و سائل اللّه لا يخيب
يعني عبيدا. قال: ثم من؟قال: أنا...
فقال لوكيله: خذ بيد هذا فامض به إلى السوق، فلا يشيرون إلى شيء إلا اشتريته له. فمضى معه إلى السوق، فعرض عليه الخزّ و القز، فلم يلتفت إلى شيء منه. و أشار إلى الأكسية و الكرابيس الغلاظ و الأقبية، فاشترى له منها حاجته؛ ثم قال: أمسك.
قال: فإنه قد أمرني أن أبسط يدي بالنفقة. قال: لا حاجة لي أن يكون له على قومي يد أعظم من هذه. ثم أنشأ يقول:
سئلت فلم تبخل و لم تعط طائلا # فسيّان لا ذمّ عليك و لا حمد
و أنت امرؤ لا الجود منك سجيّة # فتعطي و قد يعدي على النائل الوجد [2]
من مدح أميرا فخيبه
قال سعيد بن سلم: مدحني أعرابيّ فأبلغ، فقال:
ألا قل لساري اللّيل لا تخش ضلّة # سعيد بن سلم نور كلّ بلاد
لنا سيّد أربى على كلّ سيد # جواد حثا في وجه كل جواد
قال: فتأخّرت عنه قليلا، فهجاني فأبلغ، فقال:
لكلّ أخي مدح ثواب علمته # و ليس لمدح الباهلي ثواب
مدحت سعيدا و المديح مهزّة [3] # فكان كصفوان عليه تراب