responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 201

أنسى ابتسامك و الألوان كاسفة # تبسّم الصّبح في داج من الظّلم‌ [1]

رددت رونق وجهي في صحيفته # ردّ الصّقال بهاء الصّارم الخذم‌ [2]

و ما أبالي و خير القول أصدقه # حقنت لي ماء وجهي أم حقنت دمي!

استنجاح الحوائج‌

عادتهم في ذلك‌

كانوا يستفتحون حوائجهم بركعتين يقولون فيهما: اللهم بك أستنجح، و باسمك أستفتح، و بمحمد نبيّك إليك أتوجه، اللهم ذلّ لي صعوبته، و سهّل لي حزونته، و ارزقني من الخير أكثر مما أرجو، و اصرف عنّي من الشر أكثر مما أخاف.

و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «استعينوا على حوائجكم بالكتمان لها، فإنّ كل ذي نعمة محسود» .

و قال خالد بن صفوان: لا تطلبوا الحوائج في غير حينها، و لا تطلبوها من غير أهلها، فإنّ الحوائج تطلب بالرجاء، و تدرك بالقضاء.

و قال: مفتاح نجح الحاجة الصبر على طول المدة. و مغلاقها اعتراض الكسل دونها.

قال الشاعر:

إني رأيت و في الأيام تجربة # للصبر عاقبة محمودة الأثر

و قلّ من جدّ في أمر يحاوله # و استصحب الصّبر إلا فاز بالظّفر

و من أمثال العرب في هذا: من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.

أخذ الشاعر هذا المعنى فقال:

إن الأمور إذا انسدّت مسالكها # فالصبر يفتق منها كل ما ارتتجا [3]


[1] الكاسفة: المتغيّرة.

[2] الخذم: القاطع.

[3] ارتج: أي أقفل.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست