responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 194

و قال أكثم بن صيفي: إنما أنتم أخبار فطيّبوا أخباركم.

أخذ هذا المعنى حبيب الطائي فقال:

و ما ابن آدم إلاّ ذكر صالحة # أو ذكر سيئة يسرى بها الكلم

أ ما سمعت بدهر باد، أمّته # جاءت بأخبارها من بعدها أمم‌ [1]

و قال أبو بكر محمد بن دريد:

و إنّما المرء حديث بعده # فكن حديثا حسنا لمن وعى‌

و قالوا: الأيام مزارع، فما زرعت فيها حصدته.

لابن عبد ربه‌

و من قولنا في هذا المعنى و غيره من مكارم الأخلاق:

يا من تجلّد للزّما # ن أ ما زمانك منك أجلد

سلّط نهاك على هوا # ك وعدّ يومك ليس من غد

إن الحياة مزارع # فازرع بها ما شئت تحصد

و الناس لا يبقى سوى # آثارهم و العين تفقد

أ و ما سمعت بمن مضى # هذا يذمّ و ذاك يحمد

المال إن أصلحته # يصلح و إن أفسدت يفسد

و قال الأحنف بن قيس: ما ادّخرت الآباء للأبناء، و لا أبقت الموتى للأحياء، شيئا أفضل من اصطناع المعروف عند ذوي الأحساب.

و قالوا: تربيب المعروف أولى من اصطناعه؛ لأنّ اصطناعه نافلة، [2] و تربيبه فريضة.

و قالوا: أحي معروفك بإماتة ذكره، و عظّمه بالتّصغير له.


[1] باد: هلك.

[2] النافلة: الصلاة التي ليست فريضة بل هي للتقرّب من اللّه.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست