اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 1 صفحة : 193
أ لا تراني و قد قطّعتني عذلا # ما ذا من الفضل بين البخل و الجود
إلاّ يكن ورق يوما أراح به # للخابطين فإني ليّن العود
لا يعدم السائلون الخير أفعله # إمّا نوالا و إما حسن مردود
قوله «إلا يكن ورق» يريد المال، و ضربه مثلا. و يقال: أتى فلان فلانا يختبط ما عنده. و الاختباط: ضرب الشجر ليسقط الورق لتأكله السائبة، فجعل طالب الرزق مثل الخابط.
قال أسماء بن خارجة: ما أحب أن أردّ أحدا في حاجة طلبها، لأنه لا يخلو أن يكون كريما فأصون له عرضه، أو لئيما فأصون عرضي منه.
و قال أرسطاطاليس : من انتجعك [1] من بلاده فقد ابتدأك بحسن الظن بك و الثقة بما عندك.
الترغيب في حسن الثناء و اصطناع المعروف
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «إذا أردتم أن تعلموا ما للعبد عند ربّه فانظروا ما يتبعه من حسن الثناء» .
من عمر إلى أبي موسى
و كتب عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إلى أبي موسى الأشعري: اعتبر منزلتك من اللّه بمنزلتك من الناس، و اعلم أنّ مالك عند اللّه مثل ما للناس عندك.
و قيل لبعض الحكماء: ما أفادك الدهر؟قال: العلم به. قيل: فما أحد الأشياء؟ قال: أن تبقي للإنسان أحدوثة حسنة.
و قال بعض أهل التفسير في قول اللّه تعالى وَ اِجْعَلْ لِي لِسََانَ صِدْقٍ فِي اَلْآخِرِينَ[2] إنه أراد حسن الثناء من بعده.