responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 12

موصيك بخلال أربع: لا تفشينّ له سرّا، و لا يجرّبنّ عليك كذبا، و لا تطو عنه نصيحة، و لا تغتابنّ عنده أحدا.

قال الشعبي: فقلت لابن عباس: كل واحدة خير من ألف. قال: إي و اللّه، و من عشرة آلاف.

لرجل من الهند ينصح ملكا

و في كتاب للهند [1] : أنّ رجلا دخل على بعض ملوكهم فقال: أيها الملك، إنّ نصيحتك واجبة في الصغير الحقير و الكبير الخطير، و لو لا الثقة بفضيلة رأيك، و احتمالك ما يشقّ‌ [2] موقعه‌[من الأسماع و القلوب‌] [3] في جنب صلاح العامة و تلافي الخاصة، لكان خرقا مني‌ [4] أن أقول؛ و لكنا إذا رجعنا إلى أنّ بقاءنا موصول ببقائك، و أنفسنا متعلقة بنفسك، لم نجد بدّا من أداء الحق إليك و إن أنت لم تسلني ذلك، فإنه يقال: من كتم السلطان نصيحته، و الأطباء مرضه، و الإخوان بثّه‌ [5] ، فقد أخلّ بنفسه؛ و أنا أعلم أنّ كل كلام يكرهه سامعه لا يتشجّع عليه قائله، إلا أن يثق بعقل المقول؛ فإنه إذا كان عاقلا احتمل ذلك؛ لأنه ما كان فيه من نفع فهو للسامع دون القائل. و إنّك أيها الملك ذو فضيلة في الرأي و تصرّف في العلم، و يشجعني ذلك على أن أخبرك بما تكره، واثقا بمعرفتك نصيحتي لك و إيثاري إيّاك على نفسي.

ابن عتبة ينصح الوليد

و قال عمرو بن عتبة للوليد حين تغيّر الناس عليه: يا أمير المؤمنين، إنه ينطقني الأنس بك، و تسكتني الهيبة لك، و أراك تأمن أشياء أخافها عليك، أ فأسكت مطيعا أم أقول مشفقا؟قال: كلّ مقبول منك، و للّه فينا علم غيب نحن صائرون إليه. فقتل بعد ذلك بأيام.


[1] يقصد كليلة و دمنة، لابن المقفّع، و كذلك شأنه في أكثر ما يقول: «كتاب الهند» .

[2] يشق: يضني و يتعب.

[3] التكملة من عيون الأخبار لابن قتيبة.

[4] الخرق: الجهل و الطيش.

[5] البث: نشر الحديث و الافصاح عنه.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست