responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة الموضحة في ذكر سرقات المتنبي و ساقط شعره المؤلف : ابن المظفر الحاتمي    الجزء : 1  صفحة : 49
) وُقُوفَينَ في وقَفْين شكٍر ونائلٍ ... فنائلهٌ وقْفُ وشكرُهمُ وَقفُ (
وأنت القائل أيضاً:
) ولا واحداً في ذا الَوَرَى بل جماعةً ... ولا البعض من كلّ ولكنكّ الضَّعْفُ (
) ولا الضعْفْ حتى يبلغَ الضّعفَ ضعفهُ ... ولا ضعفَ ضعفِ الضعفِ بلِ مثلهَ ألفُ (
) أقاضيناَ هذا الذي أنتْ أهلهُ ... غلطتُ ولا الثلثان هذا ولا النصفُ (
وأقبلت عليه فقلت: أتراك تغتفر أبي تمام في أثناء هذيانك هذا أم لا تغتفره؟ وفي الضادية يقول أبو تمام:
عندي منَ الأيامِ ما لوْ أنّه ... بازاء شاربِ مرْقدٍ ما غمضاَ
لا تطُلبنَّ الرّزْق بعدَ شمِاسِهِ ... فترومَه سَبُعاً إذا ما غَيُضا
يا أحمد بنَ أبي دُوادٍ دَعوةً ... ذَلتُ بشكُرِكِ لي وكانت ريضَا
لما انتضَيَتُكَ للخطوبِ كُفيتها ... والسٌيفُ لا يكفيكَ حتى ينُتضَى
كن كيفَ شئتَ فيك خلائِقاً ... أضحَى إليهَِن الرجاءُ مفُوضَا
فقال: أليس أبو تمام القائل يصف خمراً
إذا هيَ دبت في الفتى خالَ جسِمهُ ... لما دَب فيهِ قَريةً من قُرى النملِ
فقلت له: أما المعنى الفصيح، فما وجد الطعن عليهن وقد قال الأخطل:
تدبَ دبيباً في العِظامِ كأنه ... دبيبُ نمالٍ في نقاً يَتَهَيلُ
وقد قال الأول:
تدَبِ دَبيباً في العِظامِ كأنهُ ... دبيبُ بناتِ النٌمل وهيَ سوَارِي
وقال حسان بن ثابت، وعدل إلى تشبيه آخر:
تدَبُّ في الجِسمِ دَبيباً كَما ... دب دبي وسَطَ رقَاقٍ هَيَام
ولدبيبها سميت " دَبابةَ "، وقال ذو الرمة يصف غزالاً قد أنحى في نومه:
كأنهُ في الحيّ تَرمي الصعيدَ به ... دبابةٌ في عِظام الرأسِ خُرطومُ
قال أما أنا فيبعد عن وهمي ويند عن سمعي " قرية النمل "، وما سوى ذلك فله وجه. فقلت له: عد هذه التراهات، فمن أوضح البرهان على أنك قد تصفحت الشعر هذا الرجل، وتأدبت بمعانيه، وقفوت مذهبه، واقتريت طرقه فيه، وتتبع هذه المواضع عليه وتعيينك عليها، وإشارتك إليها وقدحك فيها. وه يسم أبا تمام بمسيم النقيصة تتبعك وتتبع أمثالك عبيه ما تتبعونه وهو القائل:
ما أن رأى الأقوامُ شَمساً قَبلها ... أفَلَت فَلم تثعقبِهُمُ بظَلام
لَو يقَدِرونَ مَشوا على وجَناتِهمٌ ... وجِبِاههِم فضلاً عنِ الأقدامِ
وهو القائل:
علا الشيبُ مختطاً بفَودي خُطة ... سبيلُ الرودى فيها إلى الموتِ مهَيعُ
هُو الزورُ يُجفى والمعاشرُ يُجتوى ... وذو الإلف يُقلى والجَديد يُرقعُ
لَه مَنظرٌ في العَينِ أبيضٌ ناصِعٌ ... ولكنه في القَلبِ أسودٌ اسفَعُ
وهو القائل:
فإن تَرمِ عن عُمرٍ تَمادَى به المدى ... فَخانَكَ حتى لم تجَد فيهِ منَزعا
فقال: أما هذا مأخوذ من قول البعيث:
وأنا لنُعطي المشَرفيةَ حقَها ... فَتقَطعُ في أيماننِا وتُقَطعُ
ومن قوله أيضاً:
أوْفى بهِ الدّهرُ من أحداثهِ شرفاً ... والسيفُ يمضي مراراً ثمّ ينقصدُ
وأبو تمام القائل:
لآل وَهبٍ أكُفٌ كُلمّا أجتديتْ ... فَعَلْنَ في المَحلِ ما لا تفعلُ الديَمُ
قَوْمُ تَراهمْ غيارَى دونَ مجْدهمِ ... حتى كأن المَالي دونهمْ حَرَمُ
وهو القائل:
يقَولُ في قوُمَسٍ صَحبي وقد أخذتْ ... منّا السرى وخطى المهريةِ القُودِ
أمطْلعَ الشّمس تبغي أنْ تؤمّ بناِ ... فقلتُ كَلاّ ولكنْ مطلعَ الجودِ
ومن البيت الثاني أخذت قولك:
) وجرَينَ جرْىَ في أفلاكها ... فقطَعنَ مَغربهاَ وحزْنَ المطلعا (
وهو الذي يقول:
راحتْ وفُودُ الأرضِ من قَبرهِ ... فارغَةَ الأيدي ملاءَ القُوبْ
قد عَلمتْ ما رزئتْ إنما ... يعرفُ فقدَ الشمسِ عند الغُروبْ
وهو الذي يقول:
ولم أرَ العُلى ما لم يرَ الشعرُ بينهماَ ... لكا لأرْضِ غُفلاً ليسَ فيها معالمُ
يرَى حكمةً ما فيه وهوَ فُكاهةُ ... ويقضى بما يقضي بهِ وهوَ ظالمُ
ولولاْ خلالُ سنهاّ الشًعرُ ما درَى ... بغاةُ النًدى من أين تؤتى المكارمُ
وهو الذي يقول:
مُجَردٌ سَيفَ رأيٍ من عزَيمته ... للدّهرِ صيقلُهُ الإطراقُ والفكَرُ
اسم الکتاب : الرسالة الموضحة في ذكر سرقات المتنبي و ساقط شعره المؤلف : ابن المظفر الحاتمي    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست