responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 2  صفحة : 88

آيَةً تَعْبَثُونَ. `وَ تَتَّخِذُونَ مَصََانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ . و ذكر الذين قالوا من أشدّ منا قوة. ثم قال:

حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا، و أنزلوا فيها فلا يدعون ضيفانا، و جعل لهم من الضريح أجنان، و من التراب أكفان، و من الرفات جيران، فهم حيرة لا يجيبون داعيا، و لا يمنعون ضيما، إن أخصبوا لم يفرحوا، و إن أقحطوا لم يقنطوا، جميع و هم آحاد، و جيرة و هم أبعاد، متناءون لا يزارون و لا يزورون، حلماء قد ذهبت أضغانهم و جهلاء قد ماتت أحقادهم، لا يخشى فجعهم، و لا يرجى دفعهم، و كما قال جل و عز: فَتِلْكَ مَسََاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاََّ قَلِيلاً وَ كُنََّا نَحْنُ اَلْوََارِثِينَ . استبدلوا بظهر الأرض بطنا، و بالسّعة ضيقا، و بالاهل غربة، و بالنور ظلمة، فجاءوها كما فارقوها: حفاة عراة فرادى: غير أنهم ظعنوا بأعمالهم إلى الحياة الدائمة، و إلى الخلود الأبد. يقول اللّه: كَمََا بَدَأْنََا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنََا إِنََّا كُنََّا فََاعِلِينَ . فاحذروا ما حذركم اللّه، و انتفعوا بمواعظه، و اعتصموا بحبله. عصمنا اللّه و إياكم بطاعته، و رزقنا و إياكم أداء حقه.

خطبة محمد بن سليمان يوم الجمعة و كان لا يغيرها

الحمد للّه. أحمده و استعينه و استغفره، و أومن به و أتوكل عليه، و أبرأ من الحول و القوة إليه. و اشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، و اشهد أن محمدا عبده و رسوله، أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون. من يعتصم باللّه و رسوله فقد اعتصم بالعروة الوثقى، و سعد في الآخرة و الأولى. و من يعص اللّه و رسوله فقد ضلّ ضلالا بعيدا، و خسر خسرانا مبينا.

أسأل اللّه أن يجعلنا و إياكم ممن يطيعه و يطيع رسوله صلّى اللّه عليه و سلّم، و يتّبع رضوانه، و يتجنب سخطه، فإنما نحن به و له. أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه، و أحثّكم على طاعة اللّه، و أرضى لكم ما عند اللّه، فإن تقوى اللّه أفضل ما تحاثّ الناس عليه،

اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 2  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست