responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 2  صفحة : 38

الأمور عزائمها، ما قل و كفى خير مما أكثر و ألهى. نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، خير الغنى غنى النفس. خير ما ألقى في القلب اليقين. الخمر جماع الآثام. النساء حمالة الشيطان. الشباب شعبة من الجنون. حب الكفاية مفتاح المعجزة. من الناس من لا يأتي الجماعة إلا دبرا [1] . و لا يذكر اللّه إلا نزرا. أعظم الخطايا اللسان الكذوب. سباب المؤمن فسق، و قتاله كفر. و أكل لحمه معصية. و من يتألّ على اللّه يكذبه و من يغفر يغفر له. مكتوب في ديوان المحسنين: من عفا عفي عنه. الشقي من شقي في بطن أمه. السعيد من وعظ بغيره. الأمور بعواقبها. ملاك الأمر خواتمه. أحسن الهدي هدي الأنبياء.

أقبح الضلالة بعد الهدى. أشرف الموت الشهادة. من يعرف البلاء يصبر عليه. من لا يعرف البلاء ينكره.

خطبة عتبة بن غزوان السلمي بعد فتح الابلة

حمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثم قال:

أما بعد فإن الدنيا قد تولّت حدّاء [2] مدبرة، و قد آذنت أهلها بصرم، و إنما بقي منها صبابة كصبابة [3] الاناء يصطبّها صاحبها. ألا و إنكم منقولون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا منها بخير ما يحضركم فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى في النار من شفيرها فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا.

و اللّه لتملأنّ. أ فعجبتم و لقد ذكر لنا أن بين مصراعين من الجنة مسيرة أربعين سنة، و ليأتينّ عليه وقت و هو كظيظ بالزحام. و لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني و بين سعد بن مالك فائتزرت بنصفها و ائتزر بنصفها، فما أصبح اليوم أحد منا حيا إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار. و إني أعوذ باللّه من أن أكون في نفسي عظيما، و عند اللّه صغيرا. و إنها لم تكن نبوة قطّ إلا تناسخت حتى يكون عاقبتها ملكا و ستخبرون الأمراء بعدي فتعرفون و تنكرون.


[1] الدبر: آخر الوقت.

[2] حذاء: سريعة الادبار.

[3] صبابة: الماء و الشراب في الاناء.

اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 2  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست