و قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: «من أفضل العبادة الصمت و انتظار الفرج» . و قال الشاعر:
إذا تضايق أمر فانتظر فرجا # فأضيق الأمر أدناه من الفرج
و قال الفرزدق:
اني و سعدا كالحوار و أمه # إذا وطئته لم يضره اعتمادها
و قال أعرابي:
تبصّرني بالعيش عرسي كأنما # تبصّرني الأمر الذي أنا جاهله
يعيش الفتى بالفقر يوما و بالغنى # و كلّ كأن لم يلق حين يزايله
و قال آخر:
شهدت و بيت اللّه إنك بارد الثنايا # لذيذ لثمها حين تلثم
اللّه يعلم يا مغيرة أنني # قد دستها دوس الحصان الهيكل
و أخذتها أخذ المقصّب شاته # عجلان يشويها لقوم نزّل
شهدت و بيت اللّه إنك بارد الثنايا # و أن الكشح منك لطيف
و أنك مشبوح الذراعين خلجم [1] # و أنك إذ تخلو بهن عنيف
فهلا من وزان أو حصين # حميتم فرج حاصنة كعاب
و أقسم أنه قد حلّ منها # محلّ السيف من قعر القراب
[1] مشبوح: عريض. خلجم: عظيم الجسم.