responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 2  صفحة : 23

أيها الناس، إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، و لكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم.

أيها الناس: إن النسي‌ء زيادة في الكفر يضلّ به الذين كفروا يحلّونه عاما و يحرّمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم اللّه فيحلوا ما حرم اللّه. إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السموات و الأرض. و إن عدة الشهور عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السموات و الأرض، منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات و واحد فرد: ذو القعدة و ذو الحجة و المحرّم، و رجب الذي بين جمادي و شعبان.

ألا هل بلّغت؟اللهم أشهد!.

أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا، و لكم عليهن حق. لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم غيركم، و لا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، و لا يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فإن اللّه قد أذن لكم أن تعضلوهن و تهجروهن في المضاجع، و تضربوهن ضربا غير مبرّح، فإن انتهين و أطعنكم فعليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف و إنما النساء عندكم عوان‌ [1] لا يملكن لأنفسهن شيئا، أخذتموهن بأمانة اللّه، و استحللتم فروجهن بكلمة اللّه. فاتقوا اللّه في النساء و استوصوا بهن خيرا.

ألا هل بلغت؟اللهم أشهد!.

أيها الناس، إنما المؤمنون أخوة، و لا يحل لامرئ مسلّم مال أخيه إلا عن طيب نفس منه.

ألا هل بلغت؟اللهم أشهد!.

فلا ترجعنّ بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإن قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا بعده، كتاب اللّه.


[1] عوان: من عانية، السيرة.

اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 2  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست