اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ الجزء : 2 صفحة : 100
الهيثم بن عدي، عن ابن عياش، عن أبيه. قال: خرج الحجاج إلى القاوسان فإذا هو بأعرابي في زرع فقال له: ممن أنت؟فقال: من أهل عمان.
قال: فمن أي القبائل؟قال: من الأزد. قال: كيف علمك بالزرع؟قال: إني لأعلم من ذلك علما. قال: فأي الزرع خير؟قال: ما غلظ قصبه، و اعتمّ نبته، و عظمت حبته، و طالت سنبلته. قال: فأي العنب خير؟قال: ما غلظ عموده، و اخضر عوده، و عظم عنقوده. قال: فما خير التمر؟قال: ما غلظ لحاؤه، و دق نواه، ورق سحاه.
من اللغز في الجواب
قالوا: كان الحطيئة يرعى غنما له، و في يده عصا. فمر به رجل فقال: يا راعي الغنم ما عندك؟قال: عجراء [1] من سلم يعني عصاه. قال: إني ضيف.
فقال الحطيئة: للضّيفان أعددتها.
قال ابن سليم: قال قيس بن سعد: اللهم ارزقني حمدا و مجدا، فإنه لا حمد إلا بفعال، و لا مجد إلا بمال.
و قال خالد بن الوليد لأهل الحيرة: أخرجوا الي رجلا من عقلائكم أسأله عن بعض الأمور. فأخرجوا إليه عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيّان بن بقيلة الغساني، و هو الذي بنى القصر، و هو يومئذ ابن خمسين و ثلاثمائة سنة فقال له خالد: من أين أقصى أثرك؟قال من صلب أبي. قال: فمن أين خرجت؟قال: من بطن أمي. قال: فعلام أنت؟قال على الأرض. قال:
ففيم أنت؟قال: في ثيابي. قال: ما سنّك؟قال: عظم. قال: أ تعقل، لا عقلت؟قال: أي و اللّه و أقيّد. قال: ابن كم أنت؟قال: ابن رجل واحد.
قال: كم أتى عليك من الدهر؟فقال: لو أتى علي شيء لقتلني. قال: ما تزيدني مسألتك إلا غمّى [2] ؟قال: ما أجبتك إلا عن مسألتك. قال: اعرب انتم أم نبط؟قال: عرب استنبطنا، و نبط استعربنا. قال: فحرب انتم أم سلم؟قال: سلم. قال: فما بال هذه الحصون؟قال: بنيناها للسفيه حتى يجيء