responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 225

و قال آخر في مثل ذلك:

لا أسأل الناس عما في ضمائرهم # ما في الضمير لهم من ذاك يكفيني‌

و قال حمزة بن بيض‌ [1] :

لم يكن عن جناية لحقتني # لا يساري و لا يميني جنتني

بل جناها أخ عليّ كريم # و على أهلها براقش تجني‌

لأن هذه الكلبة، و هي براقش، نبحت غزّى، قد مروا من ورائهم و قد رجعوا خائبين مخفقين، فلما نبحتهم استدلوا بنباحها على أهلها و استباحوهم، و لو سكتت كانوا قد سلموا. (فضرب ابن بيض به المثل) .

و قال الأخطل:

تنقّ بلا شي‌ء شيوخ محارب # و ما خلتها كانت تريش و لا تبري

ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت # فدلّ عليها صوتها حية البحر

النقيق: صياح الضفادع.

و قالوا: «الصمت حكم و قليل فاعله» .

و قالوا: «استكثر من الهيبة صامت» .

و قيل لرجل من كلب طويل الصمت: بحق ما سمتكم العرب خرس العرب. فقال: «أسكت فأسلم، و أسمع فأعلم» .

و كانوا يقولون: «لا تعدلوا بالسلامة شيئا» .

و لا تسمع الناس يقولون: جلد فلان حين سكت، و لا قتل فلان حين صمت. و تسمعهم يقولون: جلد فلان حين قال كذا، و قتل حين قال كذا و كذا.

و في الحديث المأثور: «رحم اللّه من سكت فسلم، أو قال فغنم» .


[1] حمزة بن بيض: شاعر أموي ماجن متكسب بشعر مدح المهلب بن أبي صفرة و ولده و حظي عندهما.

اسم الکتاب : البيان و التبيين المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست