و كما لا ينبغي أن يكون اللفظ عاميا، و ساقطا سوقيا، فكذلك لا ينبغي أن يكون غريبا وحشيا، إلا أن يكون المتكلم بدويا أعرابيا، فإن الوحشيّ من الكلام يفهمه الوحشي من الناس، كما يفهم السوقيّ رطانة السوقي. و كلام الناس في طبقات كما أن الناس أنفسهم في طبقات. فمن الكلام الجزل و السخيف، و المليح و الحسن، و القبيح و السمج، و الخفيف و الثقيل، و كله عربي، و بكلّ قد تكلموا، و بكلّ قد تمادحوا و تعايبوا. فإن زعم زاعم أنه لم يكن في كلامهم تفاضل، و لا بينهم في ذلك تفاوت، فلم ذكروا العييّ و البكيء، و الحصر و المفحم، و الخطل و المسهب، و المتشدّق، و المتفيهق، و المهمار، و الثرثار، و المكثار و الهمار، و لم ذكروا الهجر و الهذر، و الهذيان و التخليط و قالوا: رجل تلقّاعة [7] ، و فلان يتلهيع في خطبته [8] . و قالوا: فلان
[1] «عليه مثل زنكي «تحريف. الزنكي: الزنجي. مستى السكر و إدمان الشراب.
[2] الداذي: نبت له عنقود مستطيل. العقار: الخمر. بايخست: الشراب على الريق بالفارسية.
[3] كفتم: قلت. دور باد: معاذ اللّه. آن: اسم إشارة. خر: البليد الأحمق. كفت: قال.