responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 540


من الشّعر وغيره هي التي تدلّ على الجدب .
و قد يستدلّ بالحمرة إذا اشتدّت جدا في السّحاب المخيّل وإنّما تكون من شعاع الشّمس عند الطَّلوع وعند الغروب على المطر . والفرق بينهما أنّ تلك تكون بغير سحاب أو تكون مع شيء رقيق منه ، وحمرة الغيث تكون شديدة عند الطَّلوع وعند الغروب في سحاب متكاثف مخيل . والحمرة التي يشير إليها إنما هي من قرص الشّمس لأنّك تراه في المشرق والمغرب للغبار والبخار ، والضّباب المعترض بينك وبينها أحمر وأصفر للهواء الملابس لها ، وقد توجد النّار تختلف على قدر اختلاف النعظَّ الأزرق والأبيض والأسود .
و ذلك كلَّه يتغيّر في مرأى العين بالعرض الذي يعرض للعين ، وعلى قدر جفوف الحطب ورطوبته ، وعلى قدر أجناس العيدان والأدهان تجدها حمراء أو صفراء أو خضراء .
و لذلك يوجد برق السّحاب مختلفا في الحمرة والبياض على قدر المقابلات والأعراض ، وتجد السّحابة بيضاء ، فإذا قابلت الشّمس بعض المقابلة فإن كانت السّحابة غربيّة والشّمس منحطة ، رأيتها صفراء ثم حمراء ثم سوداء تعرض العين لبعض ما يدخل عليه ، وقال الفلتان الفهمي في النّار :

و يوقدها شقراء في رأس هضبة

وقال مزرّد :

فأبصر ناري وهي شقراء أوقدت * بعلياء يشز للعيون النّواظر

وقال الراعي وهو يريد أن يصف لون ذئب :

كدخان مرتجل بأعلى تلعة * غرثان حزم عرفجاء ميلولا

المرتجل : الذي أصاب رجلا من جراد وهو يشويها وجعله غرثان لأنه لغرثه لا يميز الرّطب من اليابس ، فهو يشويها بما حضره ، وأدلَّة هذا الكلام كلَّه ليكون لون الدخان ولون الذئب الأطحل متّفقين ، فأما شيم البروق فكانوا يقولون : إذا بلغت سبعون برقة انتقلوا ولم يبعثوا رائدا لثقتهم بالمطر ، وإذا كان البرق عندهم وليفا وثقوا بالمطر . والوليف : الذي يلمع لمعتين . قال الهذلي شعرا :

لشمّاء بعد أشتاب النّوى * وقد بتّ أجنبت برقا وليفا

وإذا تتابع لمعانه كان مخيلا للمطر .
و يقال : ارتعج البرق إذا كثر وتتابع . وقال الرّاجز شعرا :

سحّا أهاضيب وبرقا مرعجا * يجاوب الرّعد إذا تبّوجا

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 540
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست