responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 506


الباب السّادس والخمسون في ذكر الكواكب اليمانية والشّامية وتميز بعضها عن بعض و ذكر ما يجري مجراه من تفسير الألقاب .
و اعلم أنّ القوم لمّا أرادوا تميز الكواكب قسموا الفلك قسمين ، وسمّوا أحد النّصفين جنوبيّا ، وهو الذي يلي الجنوب ، وسمّو النّصف الآخر شماليّا وهو الذي يلي الشّمال ، وسمّوا كلّ ما وقع في النّصف الجنوبي من البروج والكواكب جنوبيّة ، وسمّوا ما وقع في النّصف الشّمالي من البروج والكواكب شماليّة ، وسمّت العرب تلك الشّمالية شاميّة ، والجنوبية يمانية ، والمعنيان واحد ، لأنّ مهبّ الشّمال عندهم من جهة الشّام ، ومهبّ الجنوب من ناحية اليمن ولذلك جعلوا ما بين رأس الحمل إلى رأس الميزان من البروج شاميّة . وجعلوا ما بين رأس الميزان إلى رأس الحمل من البروج يمانية . وكذلك جعلوا ما بين الشّرطين من المنازل إلى السّماك شاميّة ، وجعلوا ما بين الغفر إلى الرّشاء يمانية . فكلّ كوكب مجراه ما بين القطب الشّمالي إلى ما بين مدار السماك الأعزل أو فويقه قليلا فهو شاميّ ، وكلّ كوكب مجراه دون الفلك إلى ما يلي القطب الجنوبي فهو يماني . والنّسران أحدهما الطَّائر والآخر الواقع وهما شاميّان . فأما الواقع فهو منير ، وخلفه كوكبان منيران ، يقولون : هما جناحاه ، وقدّامه كواكب يقال لها : الأظفار . وأمّا الطَّائر فهو إزاء الواقع ، وبينهما المجرّة ، ولا يستتر إلا خمس ليال . وأمّا قول ذي الرّمة شعرا :

يحبّ امرؤ القيس العلى أن ينالها * وتأبى مقاريها إذا طلع النّسر

فإنّما يذمّهم بأنهم لا يطعمون في الشّتاء ، والمقاري الجفان .
قال أبو حنيفة : وكذلك مدار الكوكب الذي تسميه العرب : الفرد وهو قريب من الفصل بين شاميّ الكواكب ويمانيّها . وقول عمر بن أبي ربيعة في سهيل بن عبد الرّحمن :
و تزوّجه الثّريا العبلية من بني أميّة ، يضرب لهما كوكبي سهيل والثريّا مثلا فقال :

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست