يعني طلاقة وجهه في الجدب إذا خوت النّجوم ، واللَّفظ على ما يشاهد وفي طريقته قال شعرا :
قفار إذ العام المسمّى تزعزعت * بشيفائه هوج الرّياح العقائم
قوله : المسمّى . يعني المشتهر بصفاته . وأنشد للعجّاج أو رؤبة :
كأنّه لو لم يكن حمارا * بهنّ تالي النّجم حيث غارا
يجوز أن يكون المراد بقوله : بهنّ بطردهنّ فحذف المضاف ، ويجوز أن يريد كأنّه باجتماعه معهنّ ، ويكون في الباء تقديران : أحدهما : أن يكون العامل فيه ما في كان من معنى الفعل ، أي يشبه العير تطرده الأتن تالي النّجم ، والآخر : أن تعلقه بكان أي لو لم يكن حمارا بطردهنّ أو بالاجتماع معهنّ ، والمعنى أنّ كونه حمارا يمنعه أن يكون كتالي النّجم على الحقيقة ، وإن كان كونه خلفها ، يطردها ككون الدّبران خلف الثّريا وقال : مرّت على آثارها دبرانها . يشبه هذا ما أنشده أبو زيد . كوني بالمكارم ذكَّريني . قولهم زيدا ضربه ، وزيد ليقم ، فبالمكارم متعلَّق بذكَّريني فكأنّه قال : أنت ذكرتني فرفع أنت بالابتداء ثم دخل الفعل عليه ، ويشبهه قول الجميح : إن الرّياضة لا ينصبك للشّيث . فإن قلت : بيت الجميح أحسن في القياس أو ما أنشده أبو زيد ، قيل : جهة قياسهما في الارتفاع بالابتداء واحد . وقوله : لا ينصبك أحسن من كوني بالمكارم ذكريني لأنّ قوله ذكرتني يدل على كوني ، ونظيره قولهم : كان زيد قام ، وقد أجازه النّحويون إجازة حسنة وزعموا أنّ أخوات كان ليس في ذلك لكان واللَّه أعلم .