responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 261



ترى الواحد الأنس الأنيس ويهتدي * بحيث اهتدت أمّ النجوم الشّوابك

وقال أبو حنيفة : المجرّة دائرة متّصلة اتصال الطَّوق وهي وإن كانت مواضع منها أرقّ ، ومواضع أكثف ، ومواضع أدق ، ومواضع أعرض فهي راجعة في خاصتها إلى الاستدارة وأكشف قناعها وأوسعها هو ما بين شولة العقرب فإلى النّسرين ، فإلى الرّدف ، والشّولة ، والرّدف كلاهما في نطاقها الأوسط أو قريب .
فإذا كانت الشّولة مشرفة على الثّور رأيت حينئذ من فوق الثّريا مستقدا في المشرق ، ورأيت المجرّة قد أخذت من عند شولة العقرب فمضت حتّى سلكت بين النّسرين . ثم مضت حتى غشيت كواكب الكفّ الخضيب رقّت واستدقّت إلى أن تبلغ العيّوق فتكشف هناك . فإذا بلغت العيّوق سلكت بين الكوكبين الجنوبيين من كواكب الأعلام الثّلاثة المعروفة بتوابع العيّوق . ثم مضى قدما حتّى تسلك بين الهقعة والهنعة وحاك بحاشيتها الشّرقية كوكبي الهنعة . ثم مضت حتى تسلك بين الشّعريين ، ثم تمضي وتغشى الغدرة بجاشيتها الغربية فتكشف هناك ، ثم تمضي عند العذرة حتى تسلك أسفل من كواكب الحمل ، ثم تمضي من هناك حتّى تشتمل على الشّولة ، ومنها كنّا بدأنا بالوصف ، فتجدها دائرة متّصلة .
أ لا ترى أنا بدأنا بوصفها من عند الشّولة ثم لم تزل تستقر بها حتى عدنا إلى الشّولة فهذا الإيضاح عن استدارتها واتّصال بعضها ببعض اتّصال الطَّوق ، وفي تحوّلها من جهة إلى جهة . يقول ذو الرّمة وهو يذكر رفقاءه :

بشعب يشجون الغلاء في روسه * إذا حوّلت أمّ النّجوم الشوابك

إمّا أن يريد زمانا من الأزمنة لأنّ المجرّة تتغيّر مواضعها في الأزمنة فتراها في الشّتاء أوّل اللَّيل في خلاف موضعها من السّماء ، وفي الصّيف أوّل اللَّيل وكذلك من آخر اللَّيل في الشّتاء والصّيف ولذلك قيل : سطى هجر نرطب هجره وذلك أنّ أوّل ظهور المجرة عشاء من المشرق ، هو في ابتداء القيظ وأيّام طلوع الثّريا فيبدو منها عشاء قوس في المشرق أخذه من شرقي الشّمال إلى شرقي الجنوب مضجعه في الأفق ، ثم يزداد كلّ عشاء ارتفاعا وتوسطا إلى أن يسترقّ القيظ ويطلع السّهيل عشاء قد كبدت السماء ، فتوسّطتها فصار أحد طرفيها في قبلة العراق ، وطرفها الآخر في فقاء المصلَّى ، ووسطها على قمة الرّأس ، وذلك زمان يكثر فيه الرّطب . والمجرّة بهذه الصّفة سواء آخر اللَّيل أيام طلوع الثّريا فإمّا أن يكون ذو الرّمة أراد هذا المعنى ، أو يكون أراد وقتا من اللَّيل ، لأنّ المجرة تراها في آخر اللَّيل في غير موضعها من أوّله وذلك في جميع ليالي الدّهر على ذا وليس ما ترى من هذا المفاز منها الذي وضعت له من الفلك ، ولكنّها وضعت فيه على انحراف ، فأنت ترى ذلك منها لدور الفلك بها .

اسم الکتاب : الازمنه والامكنه المؤلف : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست