قوله «رحبتك الدّار» ، قال الأزهرى : هو من كلام نصر بن سيّار وليس بحجة [١]. والأولى أن يقال : إنما عدّاه لتضمنه معنى وسع ، أى :
همزة شىء بعد نقل
حركتها إلى الساكن قبلها ، ثم أعل إعلال قاض ، والمؤلف رحمهالله
يستعمل هذا اللفظ كثيرا ، وقد وقع مثله لكثير من أفاضل العلماء ، قال الشهاب
الخفاجى فى شفاء الغليل : أيش بمعنى أى شىء ، خفف منه ، نص عليه ابن السيد فى شرح
أدب الكاتب ، وصرحوا بأنه سمع من العرب ، وقال بعض الأئمة : جنبونا أيش ، فذهب إلى
أنها مولدة ، وقول الشريف فى حواشى الرضى : «إنها كلمة مستعملة بمعنى أى شىء وليست
مخففة منها» ليس بشىء ، ووقع فى شعر قديم أنشدوه فى السير : ـ
من آل قحطان وآل أيش
قال السهيلى فى شرحه : الأيش : يحتمل
أنه قبيلة من الجن ينسبون إلى أيش ، ومعناه مدح ، يقولون : فلان أيش وابن أيش ،
ومعناه شىء عظيم ، وأيش فى معنى أى شىء كما يقال : ويلمه ، فى معنى ويل لأمه على
الحذف لكثرة الاستعمال اه
[١] قال اللسان : «كلمة
شاذة تحكى عن نصر بن سيار : أرحبكم الدخول فى طاعة ابن الكرمانى؟ أى : أوسعكم؟
فعدى فعل (بالضم) وليست متعدية عند النحويين ، إلا أن أبا على الفارسى حكى أن
هذيلا تعديها إذا كانت قابلة للتعدى بمعناها ، كقوله : ـ
ولم تبصر العين فيها كلابا
قال الأزهرى : لا يجوز رحبكم عند
النحويين ، ونصر ليس بحجة» اه ملخصا ونصر : هو نصر بن سيار بن رافع بن حرى (كغنى)
بن ربيعة بن عامر بن هلال بن عوف ، كان أمير خراسان فى الدولة الأموية ، وكان أول
من ولاه هشام ابن عبد الملك ، وكانت إقامته بمرو ؛ فهو عربى الأصل ، وحياته كانت
فى العصر الذى يستشهد بكلام أهله فلا وجه لقولهم : ليس بحجة.