رثن : قال بعضُ من لا أَعْتَمِده : تَرَثَّنَت المرأةُ ، إذا طَلَت وَجْههَا بغُمْرَة.
وقال أبو زيد :
فيما رَوَى عنه ابنُ هانىء : الرَّثَانُ
من الأمطار :
القِطار المُتَتابعة يَفْصل بينهنّ ساعات ، أقلّ ما بينهنّ ساعة ، وأكثر ما بينهنّ
يومٌ وليلة. وأَرْضٌ مُرَثَّنَة. وقد
رُثِّنَت تَرْثيناً.
وفي «نَوادر
الأعْراب» : أَرضٌ مَرْثُونَةٌ : أصَابَتْها
رَثْنةٌ ، أي
مَرْكُوكة.
ثرن : أبو العبّاس : عن ابن الأعْرابيّ : ثَرِن الرَّجُل ، إذا آذَى صَدِيقَه أو جارَه.
نثر : أبو العبّاس : عن ابنْ الأعْرابيّ أنه قال : النَّثْرَةُ : طَرَف الأنْف ؛ ومنه
قولُ النبيّ صلىاللهعليهوسلم في الطَّهارة : اسْتَنْثِرْ.
قال : ومعناه :
اسْتَنْشِق وحَرِّك النّثرة في الطَّهَارة.
وقلتُ : ورُوي
لنا هذا الحرف عن ابن جَبلة عن أبي عُبيدة أنّه قال في حديث النبيّ صلىاللهعليهوسلم : إذا توضّأت فأَنْثِر ، بألف مقطوعة ، ولم يُفَسِّره.
أبو عُبيد :
قلت : وأهل اللُّغة لا يُجيزون ، «أَنْثر» من «الإنثار». إنما يُقال : نَثَر
يَنْثِر ، وانْتَثر يَنْتَثر ، واسْتَنْثَر
يَسْتَنْثر.
ورَوى أبُو
الزِّنادِ : عن الأعْرج : عن أبي هُريرة : عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، أنه قال : «إذا توضأ أحدُكم فَلْيَجعل الماء في أَنفه
ثم لِينْثِر هكذا».
رَواه أهلُ
الضّبط لألفاظ الحديث ، وهو الصَّحيح عندي.
وقد فَسَّر الفرّاء
قوله : لينثِر ، وليَسْتَنثِر ، على غير ما فَسَّره الفرّاء وابن الأعْرابيّ.
قال بعضُ أهل
العِلْم : مَعْنى الاسْتِنْثار ، والنثر : أن يَسْتنشق الماء ثم يَستخرج ما فيه من أَذًى أو
مُخاط.
وممّا يَدُل
على هذا الحديث الآخَر أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم كانَ يَسْتَنْشق ثلاثاً ، في كُلّ مرة يَسْتَنْثر ، فجعل الاسْتِنْثار غير الاسْتِنْشاق.