وكان النّبي صلىاللهعليهوسلم جَعل لكل مَن أتى بأسير شيئاً ؛ فقال بعضُ أَصحابه :
يَبْقى آخِرُ الناس بغير شيء.
قلت : وجماع
مَعنى النَّفل والنافلة : ما كان زيادةً على الأَصل ، سُمِّيت الغَنائم
أَنفالاً ، لأنّ المسلمين فُضِّلُوا على سائر الأُمم الذين لم تَحِلّ لهم
الغَنائم.
وسُمّيت صلاة
التطوُّع : نافلةً ، لأنها زيادة أَجْر لهم على ما كُتب من ثَواب ما فُرض
عليهم.
ونَفَّل النبيّ صلىاللهعليهوسلم السَّرايا في الْبَدأة الرُّبع ، وفي القَفَلة الثُّلث
، تَفضيلاً لهم على غَيرهم من أهل العسكر بما عانَوْا من أَمر العدوّ ، وقاسَوْه
من الدُّؤوب والتّعب ، وباشروه من القِتال والخَوْف.
قال الله عزوجل لِنَبِيّه : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ
بِهِ نافِلَةً لَكَ) الآية [الإسراء : ٧٩].
قال الفَرّاء :
معنى قوله : (نافِلَةً لَكَ) : ليست لأحدِنا
نافلة إلّا للنبيّ صلىاللهعليهوسلم ، قد غُفر له ما تَقدّم من دَنبه وما تأخر ، فعملُه نافلة.
وقال أبو إسحاق
: هذه نافلةٌ زيادة للنبيّ صلىاللهعليهوسلم خاصةً ليست لأحد ؛ لأن الله أمره أن يزداد في عبادته
على ما أمَرَ به الخلْق أجمعين ، لأنّه فضَّله عليهم ، ثم وعده أن يَبعثه مقاماً
محموداً ؛ وصَحَّ أنه الشفاعة.
والعرب تقول في
ليالي الشَّهر : ثَلاث غُرَر. وذلك أوّل ما يَهل الهلال سُمِّين : غُرَراً ، لأن
بَياضها قَليل كغُرة الفَرس ، وهي أقل ما فيه من بياض وَجْهه.
ويُقال لثلاثٍ
بعد الغُرور : نُفَل
؛ لأن الغُرر
كانت الأصل ، وصارت زيادة
النُّفل زيادةً على
الأصل.
وكل عطيّة
تَبرّعَ بها مُعطيها من صَدقة ، فهي نافِلة.
والنافلة : ولدُ الولد ، لأن الأصل كان الولد ، فصار ولَدَ الولد
زيادةً على الأصل.