responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب اللغة المؤلف : الأزهري، محمد بن أحمد    الجزء : 15  صفحة : 256

ونَفَّلْتُ فلاناً : أَعْطَيْته نَفْلاً وغُنْماً.

والإمام يُنَفِّل الجُنْدَ ، إذا جَعل لهم ما غَنِموا.

وقال الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) [الأنفال : ١] الآية.

قال : الأنفال : الغَنائِم.

واحدها : نَفَل.

وإنما سأَلوا عنها لأنها كانت حراماً على من كان قَبْلهم ، فأَحَلّها الله لَهم.

وقيل أَيْضاً : إِنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم نَفِّل في السَّرايا ، فكرهوا ذلك.

وتأويله : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (٥)) [الأنفال : ٥] ، كذلك تُنَفّل مَن رأيتَ وإن كَرِهُوا.

وكان النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جَعل لكل مَن أتى بأسير شيئاً ؛ فقال بعضُ أَصحابه : يَبْقى آخِرُ الناس بغير شيء.

قلت : وجماع مَعنى النَّفل والنافلة : ما كان زيادةً على الأَصل ، سُمِّيت الغَنائم أَنفالاً ، لأنّ المسلمين فُضِّلُوا على سائر الأُمم الذين لم تَحِلّ لهم الغَنائم.

وسُمّيت صلاة التطوُّع : نافلةً ، لأنها زيادة أَجْر لهم على ما كُتب من ثَواب ما فُرض عليهم.

ونَفَّل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم السَّرايا في الْبَدأة الرُّبع ، وفي القَفَلة الثُّلث ، تَفضيلاً لهم على غَيرهم من أهل العسكر بما عانَوْا من أَمر العدوّ ، وقاسَوْه من الدُّؤوب والتّعب ، وباشروه من القِتال والخَوْف.

قال الله عزوجل لِنَبِيّه : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ) الآية [الإسراء : ٧٩].

قال الفَرّاء : معنى قوله : (نافِلَةً لَكَ) : ليست لأحدِنا نافلة إلّا للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قد غُفر له ما تَقدّم من دَنبه وما تأخر ، فعملُه نافلة.

وقال أبو إسحاق : هذه نافلةٌ زيادة للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاصةً ليست لأحد ؛ لأن الله أمره أن يزداد في عبادته على ما أمَرَ به الخلْق أجمعين ، لأنّه فضَّله عليهم ، ثم وعده أن يَبعثه مقاماً محموداً ؛ وصَحَّ أنه الشفاعة.

والعرب تقول في ليالي الشَّهر : ثَلاث غُرَر. وذلك أوّل ما يَهل الهلال سُمِّين : غُرَراً ، لأن بَياضها قَليل كغُرة الفَرس ، وهي أقل ما فيه من بياض وَجْهه.

ويُقال لثلاثٍ بعد الغُرور : نُفَل ؛ لأن الغُرر كانت الأصل ، وصارت زيادة النُّفل زيادةً على الأصل.

وكل عطيّة تَبرّعَ بها مُعطيها من صَدقة ، فهي نافِلة.

والنافلة : ولدُ الولد ، لأن الأصل كان الولد ، فصار ولَدَ الولد زيادةً على الأصل.

اسم الکتاب : تهذيب اللغة المؤلف : الأزهري، محمد بن أحمد    الجزء : 15  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست