responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب اللغة المؤلف : الأزهري، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 129

وقال الله جلّ وعزّ : (وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً) [الأعرَاف : ١٦٨] أي فرَّقناهم فرقاً. قال : (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ) [البَقَرَة : ١٦٦] أي انقطعت أسبابُهم ووُصَلهم. وأما قوله : (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً) [المؤمنون : ٥٣] فإنه واقعٌ ، كقولك : قطَّعوا أمرَهم.

وقال لبيدٌ بمعنى اللازم :

وتقطّعَتْ أسبابُها ورِمامُها

أي انقطعت حبالُ مودّتها.

وقوله : (وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَ) [يُوسُف : ٣١] أي قطعنها قَطْعاً بعد قطع ، وخدشْنَ فيها خدوشاً كثيرة ، ولذلك ثُقِّل.

وقال جلّ وعزّ : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَ لْيَقْطَعْ) [الحَجّ : ١٥] أجمع المفسّرون على أنّ تأويل قوله «ثُمَ لْيَقْطَعْ» : ثم ليختنق. وهو محتاجٌ إلى شرحٍ يزيد في بيانه ، والمعنى ـ والله أعلمُ ـ من كان يظنُّ من الكفّار أنّ الله لا ينصُر محمداً حتّى يُظْهره على المِلل كلّها فليمُتْ غيظاً ، وهو تفسير قوله (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) والسَّبب : الحبل يشدُّه المختنقُ إلى سَقْف بيته. وسماءُ كلِّ شيءٍ : سقفُه. (ثُمَ لْيَقْطَعْ) ، أي ليمدَّ الحبل مشدوداً على حَلْقه مدّاً شديداً يوتِّره حتَّى يقطع حياتَه ونَفْسَه خَنْقاً.

وقال الفراء : أراد ثم ليجعل في سماء بيته حبلاً ثم ليختنقْ به ، فذلك قوله (ثُمَ لْيَقْطَعْ) اختناقاً. قال : وفي قراءة عبد الله : (ثم ليقطعه) يعني السبب ، وهو الحبْلُ المشدودُ في عنقه حتى تنقطع نفسُه فيموت.

وقال جلّ ذكره : (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ) [الحَجّ : ١٩] أي خِيطَتْ وسُوِّيت وجُعِلتْ لَبُوساً لهم.

وفي حديث ابن عبَّاسٍ قال : «نخل الجنّة سَعَفُها كِسوةٌ لأهل الجنّة ، منها مقطّعاتُهم وحُلَلُهم». وفي حديث آخر «أنَّ رجلاً أتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليه مقطَّعات له» ، وفي حديث ثالثٍ «وقت الضحى إذا تقطَّعت الظّلال» أي قَصُرت. قال أبو عبيد : قال الكسائيّ : المقطَّعات : الثِّياب القصار. قال : وسمِّيت الأراجيزُ مقطَّعاتٍ لقِصَرها. وقال شَمِر في كتابه في «غريب الحديث» : المقطَّعات من الثياب : كل ثوبٍ يقطَع من قميص وغيره. أراد أن من الثياب الأردية والمطارف ، والأكسيةَ والرِّياط التي لم تقطع وإنّما يتعطَّف بها مَرَّةً ويُتَلفَّع بها أخرى ؛ ومنها القُمُص والجِبَاب والسَّراويلات التي تقطع ثم تخاط ؛ فهذه هي المقطَّعات. وأنشد شمر لرؤبة يصف ثوراً وحشياً :

كأنَّ نصِعاً فوقه مقطَّعا

مخالطَ التقليص إذْ تدرَّعا

قال : وقال ابنُ الأعرابي : يقول : كأن عليه نِصعاً مقلِّصا عنه. يقول : تخال أنه ألبس ثوباً أبيض مقلِّصا عنه لم يَبلُغْ كُراعَه ، لأنَّها سُودٌ ليست على لونه. قال : والمقَطَّعات : برودٌ عليها وشيٌ مقطَّع. قال : ولا يقال للثياب القصار مقطَّعات. قال شمر : وممّا يقوّي قوله حديث ابن عباس في وصف سَعَف نخل الجنة : «منها مقطَّعاتهم». ولم يكن ليصف ثيابَهم بالقصَر ، لأنه ذمٌّ وعيب. وأمّا قوله «إذا

اسم الکتاب : تهذيب اللغة المؤلف : الأزهري، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست