إنما أراد ابنَ
الحَوَارِىِّ فحذف الأخيرَةَ من ياءَىِ النَّسَب اضْطِرَارًا.
وقالُوا :
لأَضْرِبَنَ أَيُّهُم أَفْضَلُ وأَىٌ
أَفْضَلُ ، (أَىّ) مَبْنِيَّةٌ عِندَ سِيبَوَيهِ ، فَلذِلِكَ لم يَعْمَلْ
فيها الفِعْلُ ، قال سِيبَوَيهِ : وسَأَلْتُ الخَلِيلَ ـ رحمَهُ اللهُ ـ عن أيِّي وأَيُّكَ كان شَرّا فأَخْزَاهُ اللهُ فقال : هذا كقولِكَ :
أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّى ومِنْكَ ، إنما تريدُ مِنَّا ، فإنما أَرادَ أَيُّنا كانَ شَرّا ، إلا أنهما لم يَشتَرِكَا فى أَيٍ ولكنَّهُما أَخْلَصَاهُ لِكُلِّ واحدٍ منهما ، قال
سِيبَويْهِ : وقالوا : كَأيِّنْ
رَجُلاً قد رَأَيْتُ ،
زَعَمَ ذلك يُونُسُ ، وكَأَيِّنْ
قد أَتَانى رَجُلاً ،
إلَّا أنَّ أكْثَرَ العَرَبِ إنما يَتَكَلَّمُونَ بها مع (مِنْ) ، قال اللهُ ـ عزوجل ـ : (وَكَأَيِّنْ مِنْ
قَرْيَةٍ) [الحج : ٤٨] قال : ومَعْنَى (كَأَيِّنْ) مَعْنَى (رُبَّ) ، قال : وإن حَذَفْتَ (مِنْ) [٥] فَهْوَ
عَرَبِىٌّ ، وقال الخليلُ : إن جَرَّ بِها أَحَدٌ من [العرب][٦]