خلَّقْتُهُ حتّى إذا تَمَّ واسْتَوَى
كمُخَّةِ ساقٍ أو كَمَتْنِ إِمامٍ[١]
أَىْ : كَهَذَا الخَيْطِ المَمْدُودِ على البناءِ فى الإمِّلاسِ والاستِواءِ ، يصِفُ سَهْمًا ، يدلُّ على ذلِكَ قولُهُ :
قَرَنْتُ بحَقْوَيْهِ ثَلاثًا فلم يَزِغْ
عنِ القَصْدِ حتَّى بُصِّرَتْ بدِمَامِ[٢]
* وإِمَامُ القِبْلَةِ : تِلْقَاؤُهَا.
* والحَادِى : إمام الإِبلِ وإن كَانَ وراءَها لأنه الهادِى لها.
* والإمامُ : الطريقُ ، وقولُهُ ـ عزوجل ـ : (وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) [الحجر : ٧٩] أَىْ : لَبِطَرِيقٍ يُؤَمُ أى : يُقْصَدُ فَيَتَبيَّنُ ، يعنى قومَ لُوطٍ وأَصْحابَ الأَيْكَةِ.
* والدليلُ : إمامُ السَّفرِ.
وقولُهُ تَعَالَى : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) [الفرقان : ٧٤] قال أبو عُبَيْدَةَ : هو واحِدٌ يدلُّ على الجَمْع ، كقولِهِ :
*فى حَلْقِكُم عَظْمٌ وقَدْ شَجِينَا* [٣]
و (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) [القمر : ٥٤] وقيل : الإمامُ جَمْعُ أَمٍ كصاحبٍ وصِحابٍ ، وقيلَ : هُوَ جَمْعُ إمامٍ ليس على حدِّ عَدْلٍ ورِضًى ؛ لأنهم قد قالوا : إمامَانِ ، وإنما هو جَمْعٌ مُكسَّرٌ ، أَنْبَأَنى بذلكَ أبو العَلاء عن أبى علىٍّ الفارسِىّ ، وقد استعملَ سِيْبَوَيهِ هذا القياسَ كثيرًا.
* والأمُّةُ : الإِمامُ ، وقد ائْتَمَ بالشىءِ وأْتَمَى به على البَدَلِ كراهِيةَ التَّضْعِيفِ ، أنشَدَ يَعْقُوبُ :
تَزُورُ امْرَأ أمَّا الإِلَهَ فَيَتَّقِى
وأمَّا بِفْعلِ الصالِحينَ فَيَأْتَمِى[٤]
* وأُمَّةُ كلِّ نبىٍّ : من أُرسِلَ إليهم من كافرٍ ومُؤْمِنٍ.
[١] البيت بلا نسبة فى لسان العرب (خلق) ، (أمم) ، (دمم) ، وتاج العروس (خلق) ، (أمم) ، (دمم) ، وجمهرة اللغة ص ٧٨ ، ٦١٨ ، وأساس البلاغة (أمم) ، وفيه (فخلقته).
[٢] البيت بلا نسبة فى لسان العرب (بصر) ، (خلق) ، (أمم) ، (دمم) ، وتاج العروس (بصر) ، (خلق) ، (أمم) ، (دمم) ، وجمهرة اللغة ص ٧٨.
[٣]الرجز للمسيب بن زيد مناة فى لسان العرب (شجا) (أمم) ، (عظم) (نهر) ، (سمع) ، (مأى) ، والمحتسب ٢ / ٨٧ ، والمخصص ١ / ٣١ ، ١٠ / ٣٠.
[٤]البيت بلا نسبة فى سر صناعة الإعراب ٢ / ٧٦٠ ، ولسان العرب (أمم) ، (أما) ، (دسا) ، والمقرب ٢ / ١٧٢ ، والممتنع فى التصريف ١ / ٣٧٤.