* والإمامُ : ما
ائْتُمَ به مِنْ رئِيسٍ
وغَيْرِه ، والجمعُ أَيمّةٌ ، وفى التنزيل فَقَاتِلُوا أَيمَّةَ الْكُفْرِ [التوبة : ١٢] أى : رُؤَساءَ الكُفْرِ
وقادَتَهُم ، وكذلك قولُهُ : وَجَعَلْنَاهُم أيمَّةً(٢) يَدْعُونَ إلى النَّارِ [القصص : ٤١] أى : من تَبِعَهُم فهو فى النارِ يومَ القيامةِ ، قُلِبَتِ الهَمْزَةُ ياءً لِثِقَلِهَا ؛
لأنَّها حَرْفٌ سَفَلَ فى الحَلْقِ وبَعُدَ عنِ الحُروفِ ، وحَصَلَ طَرَفًا فكان
النُّطْقُ به تَكَلُّفًا ، فإذا كُرِهَتِ الهمزةُ الواحِدَةُ فهم باسْتِكْراهِ
الثِّنتَينِ ورفضِهما لا سيما إذا كانتَا مُصْطَحِبتَينِ غيرَ مُفْتَرِقَتينِ فاءً
وعَيْنًا أو عَيْنًا ولامًا ـ أَحْرَى ؛ فلهذا لم تأتِ فى الكلام لَفْظَةٌ توالَتْ
فيها هَمْزَتانِ أصلان البتَّةَ ، فأما ما حكاه أبو زيدٍ من قولهِم : دَرِيْئَةٌ
ودَرَائِئٌ وخَطِيئَةٌ [٣] وخطائِئٌ ـ فشاذٌّ لا يُقَاسُ عليهِ ، وليستِ
الهَمْزَتانِ أَصْلَيْنِ ، بل الأُولَى مِنهما زائِدةٌ ، وكذلك قِراءَةُ أهلِ
الكُوفةِ : (أَئِمَّةً)[٤] بهمزتَيْنِ ـ شاذٌّ لا يقاسُ عليه.
* وهذا أَيَمُ من هَذا وأَوَمُ
من هذا ، أى : أحْسَنُ
إمامَةً منه ، قَلَبُوها إلى الياءِ مرَّةً وإلى الواوِ أُخرى كَرَاهةَ التقاءِ
الهَمْزتَينِ ، فمن قَلَبَها واوًا حَمَلَه على جَمْعِ آدَمَ على أوَادِمَ ، ومن
قلبها ياءً قال : قد صارتِ الياءُ فى أيمّة بدلاً لازِمًا.
* وإِمامُ الغُلامِ : ما يتعَلَّمُ كُلَّ يَوْمٍ.
* وإمَامُ المِثالِ : ما امتُثِلَ عَلَيهِ.
* والإمَامُ : الخَيْطُ الذى يُمَدُّ على البناءِ فيُبْنَى عَلَيهِ ،
وهوَ من ذلِكَ قالَ :
[١] البيت لعبد الله
بن الزبير فى ملحق ديوانه ص ١٥٠ ، ولسان العرب (أمم).
[٢] سيظهر من كلامه
بعد قليل أنها بالياء. انظر القراءات فى ذلك فى كتاب السبعة لابن مجاهد ص ٣١٢.
[٣] فى المخطوط (وخَطِيْئَةٌ)
، وما أثبتناه من اللسان (أمم).