اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده الجزء : 10 صفحة : 564
تقُولُ فى الوَقْفِ : يا
أَبَهْ ، كما تقولُ :
يا خالَهْ ، وتَقُولُ : يا
أَبَتَاهْ كما تقُولُ :
يا خَالتَاهْ ، قال : وإِنّمَا يَلْزَمُونَ هذه الهَاءَ فى النِّدَاءِ إِذا
أَضَفْتَ إِلى نَفْسِكَ خَاصَّةً ، كَأَنَّهُمْ جَعَلُوهَا عِوَضًا مِنْ حذفِ
الياءِ ، قال : وأرادوا أن لا يخلِّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف الياء ، وأنهم لا
يكادون يقولون : يا
أباهْ ، وصار هذا
محتمِلاً عندهم لما دخل النداء من الحذف والتغيير ، فأرادوا أن يعرضوا هذين
الحرفين ، كما قالوا : أيْنُقٌ ، لما حذفوا العين جعلوا الياء عوضًا ، فلما ألحقوا
الهاء صيروها بمنزلة الفاء التى تلزم الاسم فى كل موضع ، واختُص النداء بذلك
لكثرته فى كلامهم ، كما اختص بيأيها الرجل.
وذهب أبو عثمان
المازنى فى قراءة من قرأ يا
أبتَ [مريم : ٤٢][١] بفتح التاء ،
إلى أنه أراد : يا
أبتاهْ ، فحذف الألف ،
وقوله أنشده يعقوب :
وحكى اللحيانى
عن الكسائى : ما يَدرِى له : مَنْ أَبٌ
وما أَبٌ ، أى : لا يَدْرى مَن أبوه ، وما أبوه ، وقالوا : لابَ
لك ، يريدون : لا أبَ لك ، فحذفوا الهمزة البتة ، ونظيرُه قولهم : ويْلَمِّه ،
يريدون : ويل أُمِّه. وقالوا : لا
أبا لك.
قال أبو على :
فيه تقديران مختلفان ، لمعنيين مختلفين ، وذلك أن ثبات الألف فى (أبا) من (لا
أبا لك) دليلُ
الإضافة ، فهذا وجهٌ.
ووجهٌ آخرُ :
أن ثباتَ اللامِ ، وعملَ (لا) فى هذا الاسْمِ يُوجبُ التنكيرَ والفصلَ ، فثباتُ
[١]هى قراءة ابن
عامر والأعرج وأبى جعفر ، وقد لحن هارون هذه القراءة. البحر المحيط ٦ / ١٨٢.
[٢]البيت لأبى
الحدرجان فى نوادر أبى يزيد ص ٢٣٩ ، وبلا نسبة فى الخصائص ١ / ٣٣٩ ، والدرر ١ /
٢٣٣ ، ولسان العرب (أبى) ، وهمع الهوامع ٢ / ١٥٧ ، ورواية اللسان :