اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده الجزء : 10 صفحة : 55
حَمْزَةَ ، فحكَى عن الكِسائِىِّ : الشَّذاةُ : ذُبابَةٌ تَعَضُّ الإبِلَ ، وحَكَى عن الأَحْمَرِ أيضًا : النُّغَرَةُ
: ذُبابَةٌ تَسْقُط على الدّوابِّ ـ فأثْبَتَ الهاءَ فِيهما.
والصَّوابُ ذُبابٌ ، وهو واحِدٌ. وفى التَّنْزِيل : (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً) [الحج : ٧٣]. فَسَّرُوهُ للواحد.
والجمعُ : أَذِبَّةٌ وذِبّانٌ.
سِيبَوَيْهِ :
ولم يَقْتَصِرُوا به على أَدْنَى العَدَدِ ؛ لأَنَّهم أَمِنُوا به التَّضْعِيفَ ،
يَعْنِى أَنَّ فُعالاً لا يُكَسَّرُ فى أَدْنَى العَدَدِ على فِعْلان ، ولو كانَ
مما يَدْفَعُ به البناءُ إِلى التَّضْعِيفِ لم يُكَسَّرْ على ذلِك البِناءِ. كما
أَنَّ فِعالاً ونَحْوَه ـ لما كانَ تكسيرُه عَلَى « فُعُلٍ » يُفْضِى به إِلى
التَّضعيفِ ـ كَسَّرُوه على « أَفْعِلَةٍ » ، وقد حَكَى سِيبَوَيْه ـ مع ذلك ـ عن
العَربِ : ذُبٌ فى جمع ذُبابٍ
، فهو مع هذا
الإدْغامِ عَلَى اللُّغَةِ التَّمِيمِيَّةِ ، كما يَرْجِعُونَ إليها فيما كان
ثانيه واوًا ، نحو خُونٍ ، ونُورٍ.
والعَرَبُ
تكْنُو الأَبْخَرَ « أَبا
ذُبابٍ » ، وبَعْضُهم
يَكْنِيهِ « أبا ذِبّانٍ ». وقد غَلَبَ عَلَى عبدِ المَلِكِ ابنِ مَرْوانَ ،
لفَسادٍ كان فى فَمِه. قالَ الشّاعِرُ :