اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده الجزء : 10 صفحة : 477
قال : وقرأت
على محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى فى تفسير « أن تقرآن » ، قال : شبه أنْ بما ،
فلم يُعملها فى صلتها ، وهذا مذهب البغداديّين ، قال : وفى هذا بُعْدٌ ؛ وذلك أنَّ
(أنْ) لا تقع ـ إذا وصلت ـ حالاً أبدًا ؛ إنما هى للمضى أو
الاستقبال ؛ نحو : سرنى أنْ
قام زيد ، ويسرنى أنْ يقوم ، ولا تقول : يسرنى أن يقوم وهو فى حال قيام. و «
ما » إذا وصلت بالفعل فكانت مصدرًا فهى للحال أبدًا ، نحو قولك : ما تقوم حسن ، أى
: قيامك الذى أنت عليه حسن ؛ فيبعد تشبيه واحدة منهما بالأخرى ، وكل واحدة منها
موقع صاحبتها ، ومن العرب من ينصب بها مخففة ، وتكون إنَ فى موضع « أَجَلْ ».
وحكى سيبويه :
ائْتِ السوقَ أنَّك تشترى لنا شيئًا ؛ أى : لَعَلَّكَ ، وعليه وجه قوله
تعالى : (وَما يُشْعِرُكُمْ
أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام : ١٠٩] إذ لو كانت مفتوحةً عَنْهَا لكان ذلك عذرًا له ، قال الفارسى
: فسألت عنه ـ أَوَانَ القراءة ـ أبا بكر فقال : هو كقول الإنسان إنَ فلانًا يقرأ ولا يفهم ؛ فتقول أنت : وما يدريك أنه لا يفهم ، وتبدل من همزة
أنَ مفتوحةً عَيْنٌ
فيقال : علمت عَنَّك منطلق.
وقالوا : لا
أَفْعَلُهُ ما أَنَ فى السماء نجم ، وما
أَنَ فى الفرات قطرة
؛ أى : ما كان ، وحكى اللحيانى : ما
أنَ فى فراتٍ قطرةٌ
، وقد ينصب ؛ ولا أفعَلَهُ ما
أنَ السماءَ سماءٌ
، قال اللحيانى : ما كان ، وإنما فسره على المعنى.
* وأَنَّى : كلمة معناها : كيف ، ومِنْ أَيْنَ.
ومن خفيف هذا
الباب
أ ن
* إنْ : بمعنى ما فى النفى ، وتُوصَلُ بها ما زائدة ، قال
زُهَيْرٌ :