اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده الجزء : 10 صفحة : 478
بإنْ ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّرُ ما المصدرية إلى أنها كأنَّها « ما
» التى معناها النفى ، أفلا ترى أنك لو لم تجذب إحداهما إلى أنها كأنها بمعنى
الأخرى لم يَجُزْ لك إلحاق إِنْ
بها؟
قال سيبويه :
وقولهم : افعل كذا وكذا إمَّا لا ، ألزموها « ما » عوضًا ، وهذا أحرى إذ كانوا
يقولون آثِرًا ما ، فيُلزمون ما ، شبهوها بما يَلْزَمُ من النونات فى لأفعلنَّ ،
واللامِ فى إن كان ليفعل ، وإن كان ليس مثلَه ؛ وإنما هو شاذ.
وتكون للشرط
نحو : إِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ.
وحكى ابن جنى
عن قُطْرُبٍ : أن طَيِّئًا تقول : هِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ ، يريدون : إنْ ،
فيبدلون.
وتكون زائدة مع
ما النافية ، وحكى ثعلب : أعْطهِ إنْ
شاء ؛ أى : إذا شاء ،
ولا تُعْطِهِ إنْ شاء ، معناه : إذا شاء فلا تعطه.
وأَنْ تنصب الأفعال المضارعة ما لم تكن فى معنى أَنَّ.
قال سيبويه :
وقولهم أمَّا أنت منطلقًا انطلقت معك ؛ إنما هى أَنْ ضُمَّتْ إليها (ما) وهى « ما
» التوكيد ، ولزمت كراهيةَ أن يجحفوا بها ؛ لتكونَ عِوَضًا من ذهاب الفعل كما كانت
الهاء والألف عوضًا فى الزنادقة ، واليمانى من الياء.
فإنه أراد « لم
يألُ أنْ قتلاً لى » أى : أن قتلنى قتلاً ؛ فأبدل العين مكان
الهمزة ، وهذه عَنْعَنَةُ تميم ، وقد تقدمت ، ويجوز أن يكون أراد الحكاية ، كأنه
حكى النصب الذى كان معتادًا من قولها فى بابه ، أى : كانت تقول قتلاً قتلاً ، أى
أنا أقتله قتلاً ، ثم حكى ما كانت تَلْفِظُ به.