responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 478

بإنْ ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّرُ ما المصدرية إلى أنها كأنَّها « ما » التى معناها النفى ، أفلا ترى أنك لو لم تجذب إحداهما إلى أنها كأنها بمعنى الأخرى لم يَجُزْ لك إلحاق إِنْ بها؟

قال سيبويه : وقولهم : افعل كذا وكذا إمَّا لا ، ألزموها « ما » عوضًا ، وهذا أحرى إذ كانوا يقولون آثِرًا ما ، فيُلزمون ما ، شبهوها بما يَلْزَمُ من النونات فى لأفعلنَّ ، واللامِ فى إن كان ليفعل ، وإن كان ليس مثلَه ؛ وإنما هو شاذ.

وتكون للشرط نحو : إِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ.

وحكى ابن جنى عن قُطْرُبٍ : أن طَيِّئًا تقول : هِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ ، يريدون : إنْ ، فيبدلون.

وتكون زائدة مع ما النافية ، وحكى ثعلب : أعْطهِ إنْ شاء ؛ أى : إذا شاء ، ولا تُعْطِهِ إنْ شاء ، معناه : إذا شاء فلا تعطه.

وأَنْ تنصب الأفعال المضارعة ما لم تكن فى معنى أَنَّ.

قال سيبويه : وقولهم أمَّا أنت منطلقًا انطلقت معك ؛ إنما هى أَنْ ضُمَّتْ إليها (ما) وهى « ما » التوكيد ، ولزمت كراهيةَ أن يجحفوا بها ؛ لتكونَ عِوَضًا من ذهاب الفعل كما كانت الهاء والألف عوضًا فى الزنادقة ، واليمانى من الياء.

فأما قول الشاعر :

تَعَرَّضَتْ لِى بمكانٍ حِلِ

تَعَرُّضَ المُهْرَةِ فى الطِّوَلِ

تَعَرُّضًا لَمْ يأْلُ عَنْ قَتْلاً لِى [١]

فإنه أراد « لم يألُ أنْ قتلاً لى » أى : أن قتلنى قتلاً ؛ فأبدل العين مكان الهمزة ، وهذه عَنْعَنَةُ تميم ، وقد تقدمت ، ويجوز أن يكون أراد الحكاية ، كأنه حكى النصب الذى كان معتادًا من قولها فى بابه ، أى : كانت تقول قتلاً قتلاً ، أى أنا أقتله قتلاً ، ثم حكى ما كانت تَلْفِظُ به.

وقوله :

إنِّى زَعِيمٌ يا نُويْ

قَةُ إِنْ نَجوْتِ مِنَ الرَّوَاحِ

أَنْ تَهْبِطيِنَ بِلادَ قَوْ

مٍ يُرْتِعُونَ مَعَ الطِّلَاحِ[٢]


[١] الرجز لمنظور بن مرثد الأسدى فى لسان العرب فى (طول) ، (قتل) ، وتاج العروس (عرض) ، (طول) ، بتقديم وتأخير فى اللسان.

[٢] البيتان بلا نسبة فى لسان العرب (زوح) ، (طلح) ، (أنن) ، وتاج العروس (زوح) ، (طلح).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست