اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده الجزء : 10 صفحة : 470
* والمُمَنُ : الذى لم يَدَّعِهِ أَبٌ.
* والمِنَنَةُ : القُنْفُذُ.
ومن خفيفه
م ن
* مَنْ : اسم بمعنى الذى ، وتكون للشرط ، وهو اسم مُغْنٍ عن
الكلام الكثير المتناهى فى البِعادِ والطول ، وذلك أنك إذا قلت مَنْ يَقُمْ أَقُمْ معه ، كفاك ذلك من ذكر جميع الناس ، ولو
لا هو لاحْتَجْتَ إلى أَنْ تقول : إِنْ يَقُمْ زَيْدٌ أو عمرو أو جعفر أو قاسم
ونحو ذلك ، ثم تَقِفُ حَسِيرًا مبْهورًا ولما تجد إلى غرضك سبيلاً.
وتكون
للاستفهام المحض ، وتُثنَّى وتجمع فى الحكاية كقولك : مَنَانِ ومَنُونَ ومَنْتَانِ ومَنَاتٍ ، فإذا وصلوا فهو فى جميع ذلك مفرد مذكر ، وأما قول
الشاعر :
فمن رواه هكذا
فإنه أجرى الوصل مُجْرَى الوقف ، فإن قلت : فإنه فى الوقف إنما يكون مَنُونْ ساكنَ
النون ، وأنت فى البيت قد حركته ، فهذا إذًا ليس على نية الوصل ولا على نية الوقف
؛ فالجواب أنه لما أجراه فى الوصل على حَدِّه فى الوقف فأثبت الواو والنون ،
التقتا ساكنتين ، فاضطر حينئذ إلى أنْ حرك النون لالتقاء الساكنين لإقامة الوزن ،
فهذه الحركة إذًا إنما هى حركة مستحدثة لم تكن فى الوقف ، وإنما اضطر إليها الوصلُ
، فأما مَنْ رواه مَنُونَ أنْتُم فأمره مُشْكِلٌ ؛ وذلك أنه شبه « مَنْ » بأىٍّ فقال : منون
أنتم على قوله :
أَيُّونَ أنتم ، وكما جُعل أحدهما على الآخر هنا ، كذلك جُمِعَ بينهما فى أن
جُرِّدَ من الاستفهام كل منهما ، ألا ترى إلى حكاية يونس عنهم ضرب مَنٌ مَنًا كقولك : ضرب رجل رجلاً ، فنظير هذا فى التجريد له
من معنى الاستفهام ما أنشدناه من قول الآخر :