responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 457

أولى ؛ لأن الحركة زائدة فلم يكونوا ليحركوا إلا بِثَبْتٍ ، كما أنهم لم يكونوا ليجعلوا الذاهب من « لو » غيرَ « الواو » إلا بثَبْتٍ فجرتْ هذه الحروف على فَعْلٍ أو فُعْلٍ أو فِعْلٍ. انتهى كلام سيبويه.

قال ابن جنى : أما اللاتُ والعُزَّى فقد قال أبو الحسن : إن اللام فيهما زائدة ، والذى يدل على صحة مذهبه أنَّ اللات والعزى عَلَمَان بمنزلة يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْرٍ ومَناةَ ، وغير ذلك من أسماء الأصنام ، فهذه كلها أعلام ، وغير محتاجة فى تعريفها إلى الألف واللام ، وليست من باب الحَرِثِ والعباس وغيرهما من الصفات التى تغلب غلبةَ الأسماء ، فصارت أعلامًا وأُقِرَّت فيها لام التعريف على ضرب من توسم روائح الصفة فيها فتحمل على ذلك فوجب أن تكون اللام فيها زائدة ، ويؤكد زيادتها فيها أيضًا لزومها إياها كلزوم لام الذى والآن وبابه ، فإن قلت : فقد حكى أبو زيد : لقيته فَيْنَةً ، والفَيْنَةَ ، وإلاهَةَ والإلاهَةَ ، وليست فيه فَيْنَةٌ وإلاهة بصفتين ، فيجوز تعريفهما وفيهما اللام كالعباس والحَرِثِ فالجواب : أن فينة والفينة وإلاهة والإلاهة مما اعتقب عليه تعريفان ، أحدهما : بالألف واللام ، والآخر : بالوضع والعلمية ، ولم نسمعهم يقولون لاتٌ ولا عُزَّى بغير لام ، فدل لزومُ اللام على زيادتها ، وأن ما هى فيه ليس مما اعتقب عليه تعريفان ، وأنشدَنا أبو علىٍّ :

أَمَا وَدِمَاءٍ لا تَزَالُ كَأَنَّها

عَلَى قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنَدْمَا[١]

هكذا أنشده أبو على بنصب عَنْدَما وهو كما قال ؛ لأن نسرا بمنزلة عمروٍ ، وقيل أصلها لاهَةٌ ، سميت باللاهة التى هى الحية ، وقد تقدم.

وحكى ثعلب : لَوَيْتُ لاءً حَسَنةً : عملتُها ، ومدَّ « لا » ، لأنه قد صيرها اسمًا ، والاسم لا يكون على حرفين وضعًا ، واختار الألف من بين حروف المد واللين لمكان الفتحة ، قال : وإذا نسبت إليها ، قلت : لَوَوِىُ ، وقصيدةٌ لَوَوِيَّةٌ : قافيتها ، « لَا ».

* ولَاوَى : اسم رجل عجمىّ ، قيل : هو من ولد يعقوب ـ عليه‌السلام ـ وموسى ـ عليه‌السلام ـ ، من سِبْطِهِ.

مقلوبه : و ل ى

* وَلِىَ الشىء ووَلِىَ عليه وِلَايةً ووَلايةً ، وقيل : الوِلاية : الخُطَّةِ ، كالإمارة ، والوَلاية المصدر.


[١]البيت لعمر بن عبد الجن فى خزانة الأدب ٧ / ٢١٤ ، ٢١٧ ، ولسان العرب (أبل) ؛ وله أو لرجل جاهلى فى المقاصد النحوية ؛ ولعبد الحق فى لسان العرب ٥ / ٢٠٦ (نسر) ولسان العرب (عزز) ، (عندم) ، (قنن) ، (لوى).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 457
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست