responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 445

يَا مَا أُمَيْلِحَ غِزْلانًا بَرَزْنَ لَنَا

مِن هَؤُلَيَّاءِ بَيْنَ الضَّالِّ والسَّمُرِ[١]

قَالَ ابنُ جِنِّىٍّ : اعْلَمْ أَنَ أُلاءِ إِذَا مُثِّلَ فُعَالٌ كَغُرَابٍ ، وَكانَ حُكْمُهُ إِذَا حَقَّرْتَهُ عَلَى تَحْقِيرِ الأَسْمَاءِ المُتَمَكِّنَةِ أَنْ تَقُولَ : هَذَا أُلَيِّئٌ ، وَرَأَيْتُ أُلَيِّئًا ، وَمَرَرْتُ بِأُلَيِّئٍ ، فَلَمَّا صَارَ تَقْدِيرُهُ أُلَيِّئًا أَرَادُوا أَنْ يَزِيدُوا فِى آخِرِهِ الأَلِفَ الَّتِى تَكُونُ عِوَضًا عَنْ ضَمَّةِ أَوَّلِهِ كَمَا قَالُوا فى « ذا » « ذَيَّا » وفى « تَا » « تَيَّا » ، وَلَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ لَوَجَبَ أَنْ يَقُولُوا : أُلَيِّأَاْ فَيَصِيْرُ بَعْدَ التَّحقِيْرِ مَقْصُورًا وَقَدْ كَانَ قَبْلَ التَّحْقِيْرِ مَمْدُودًا ، أَرَادُوا أَنْ يُقِرُّوهُ بَعْدَ التَّحْقِيرِ عَلَى مَا كَانَ عَلَيهِ قَبْلَ التَّحْقِيْرِ مِنْ مَدِّهِ فَزَادُوا الأَلِفَ قَبْلَ الهَمْزَةِ ، فَالأَلِفُ الَّتىِ قَبْلَ الهَمْزةِ فى أَلَيِّئَاءِ لَيْسَتْ بِتِلْكَ الَّتِى كَانَتْ قَبْلَهَا فى أُلاءِ ، إِنَّمَا هِىَ الأَلِفُ الَّتِى كانَ سَبِيْلُهَا أَنْ تلْحَقَ آخِرًا فَقُدِّمَتْ لِمَا ذَكَرْنَاهُ. وَأَمَّا أَلِفُ أُلاءِ فَقَدْ قُلِبَتْ يَاءً كَمَا تُقْلَبُ أَلِفُ غُلامٍ إِذَا قُلْتَ : غُليِّمٌ ، وَهِىَ اليَاءُ الثَانِيَةُ ، واليَاءُ الأُوْلَى هِىَ يَاءُ التَّحْقِيرِ ، وَيُقَالُ : أُلالِكَ ؛ أَنْشَدَ يَعْقُوبُ :

أُولالِك قَوْمِى لَمْ يَكُونُوا أُشَابَةً

وَمَنْ يَعِظُ الضِّلِّيْلَ إِلا أُولالِكَا[٢]

وَاللامُ فِيهِ زَائِدةٌ ، ولا يُقَالُ : هَؤُلالِكَ. وَزَعَمَ سيْبَوَيهِ أَنَّ اللامَ لَمْ تُزَدْ إِلا فِى عَبْدَلٍ ، وَفى ذَلِكَ. وَلَمْ يَذْكُرْ أُلالِكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ اسْتَغْنَى عَنْهَا بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ ، إِذْ أُلالِكَ فِى التَّقْدِيرِ كَأَنَّهُ جَمَعُ ذَلِكَ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ أُلَى فى اللامِ والهَمْزَةِ وَاليَاءِ لأنَّ سيبَوَيْهِ قَالَ : أُلَى بِمَنْزِلَةِ هُدَى ، فَمَثَّلَهُ بِمَا هُوَ مِنَ اليَاءِ ، وَإِنْ كانَ سيبويهِ رُبَّمَا عَامَلَ اللَّفْظَ. قَالَ ابنُ جِنِّىٍّ : وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ : هَؤُلاء قَوْمُكَ ، وَرَأَيْتُ هَؤُلاء ، قَالَ : فَنَوَّنُوا وَكَسَّرُوا وَهِىَ لُغَةُ بَنِى عُقَيْلٍ. وألَا : حَرْفُ اسْتِفْتَاحٍ واسْتِفْهَامٍ وَتَنْبِيهٍ ، نَحْوَ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ) [الصافات : ١٥١] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) [البقرة : ١٢] قَالَ الفَارِسىُّ : فَإِذَا دَخَلَتْ عَلَى حَرْفِ تَنبِيْهٍ خَلَصَتْ للاسْتِفْتَاحِ ، كَقَوْلِهِ :

*أَلا يَا اسلَمِى يَا دارَمَىٍّ عَلَى البِلَى* [٣]


[١]البيت للمجنون فى ديوانه ص ١٣٠ ، وله أو للعرجى أو لبدوى اسمه كامل الثقفى أو لذى الرمة أو للحسين ابن عبد الله فى خزانة الأدب ١ / ٩٣ ، ٩٦ ، ٩٧ ، ولكامل الثقفى أو للعرجى فى شرح شواهد المغنى ، وصدره لعلى بن أحمد العُرينى فى لسان العرب (شدن) ، ولعلى بن محمد العرينى أو لغيره فى خزانة الأدب ١ / ٩٧ ، ٩٨.

[٢]البيت للأعشى فى شرح المفصل ١٠ / ٦ ، ولأخى الكلحبة فى خزانة الأدب ١ / ٣٩٤ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ٤٨ ، ولسان العرب (أولى) ، وتاج العروس (أولو).

[٣]صدر بيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٥٥٩ ، والخصائص ٢ / ٢٧٨ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ٢٣٢ ، ولسان العرب (يا) ، (ألا). وتمامه : (ولا زال منهلاً بجرعائك القطر).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 445
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست