responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 444

لا تَقُولُ : سِرْتُ إِلَى زَيْدٍ ، تُرِيدُ مَعَهُ ، فَإِنَّمَا جَازَ (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) لَمَّا كَانَ مَعْنَاهُ مَنْ يَنْضَافُ فِى نُصْرَتِى إِلَى اللهِ ، فَجَازَ لِذَلِكَ أَنْ تَأْتِى ـ هنا ـ بِإلَى ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى : (هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى) [النازعات : ١٨] وَأَنْتَ إِنَّمَا تَقُولُ : هَلْ لَكَ فِى كَذَا ، لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ دُعَاءً مِنْهُ عَلَيهِ السَّلامُ صَارَ تَقْدِيرُهُ : أَدْعُوكَ وَأُرْشِدُكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ، وَتَكُونُ « إِلى » بِمَعْنَى « عِنْدَ » ؛ قَالَ الرَّاعِى :

*صَنَاعٌ ، فَقَدْ سَادَتْ إِلَىَ الغَوَانِيَا* [١]

أَى : عِندِى.

وَتَكُونُ بِمَعْنَى « مَعَ » ؛ كَقَوْلِكَ : فُلانٌ حَكِيْمٌ إِلَى أَدَبٍ وفِقْهٍ.

وَتَكُونُ بِمَعْنَى « فى » ؛ كَقَوْلِ النَّابِغَةِ :

فَلا تَتْرُكنى بِالوَعِيْدِ كَأَنَّنِى

إِلى النَّاسِ مَطْلِىٌّ بِهِ القَارُ أَجْرَبُ[٢]

قَالَ سيبويه : وَقَالُوا : إِلَيْكَ إِذَا قُلْتَ : تَنَحَّ ، قَالَ : وَسَمِعْنَا مِنَ العَرَبِ مَنْ يُقَالُ لَهُ : إِلَيْكَ ، فَيَقُولُ : إِلَىَ كَأَنَّهُ قِيْلَ لَهُ : تَنَحَّ. فَقَالَ : أتَنَحَّى.

وَلَمْ يُسْتَعْمَل الخَبَرُ فى شَىءٍ مِن أَسْمَاءِ الفِعْلِ إِلا فى قَوْلِ هَذَا الأَعْرَابِىِّ. وَأَمَّا قَوْلُ أَبِى فِرْعَوْنَ يَهْجُو نَبَطِيَّةً اسْتَسْقَاهَا مَاءً :

إِذَا طَلَبْتُ المَاءَ قَالَتْ : لَيْكَا

كَأَنَّ شُفْرَيْهَا ، إِذَا مَا احْتَكَّا

حَرْفَا بِرَامٍ كُسِرَا فاصْطَكَّا[٣]

فَإِنَّمَا أَرَادَتْ إِلَيْكَ ؛ أَى : تَنَحَّ فَحذَفَتِ الأَلِفَ عُجْمَةً. قَالَ ابنُ جِنِّىٍّ : ظَاهِرُ هَذَا أَنَّ لَيْكَا مُرْدَفَةٌ ، واحْتَكَّا واصْطَكَّا غَيْرُ مُرْدَفَتَيْنِ ، قَالَ : وَظَاهِرُ الكَلَامِ ـ عِندِى ـ أَنْ تَكُونَ أَلِفُ لَيْكَا رَوِيّا ، وَكذلِكَ الأَلِفُ مِن احْتَكَّا واصْطَكَّا رَوِىٌّ ، وَإِنْ كانَتْ ضَمِير الاثْنَيْنِ.

* وَأُلا وَأُلاءِ : اسمٌ يُشَارُ بِهِ إِلَى الجَمْعِ ، وَيَدْخُلُ عَلَيْهَا حَرْفُ التَّنْبِيهِ يَكُون لِمَا يَعْقِلُ وَلمَا لا يَعْقِلُ ، وَالتَّصْغِيرُ أُلَيَا وَأُلَيَّاءُ ؛ قَالَ :


[١]البيت للراعى فى ديوانه ص ٢٨٢ ، ولسان العرب (إلى) وجمهرة اللغة ص ٦٤٧ ، والمخصص ١٤ / ٦٦ ، وتاج العروس (إلى).

[٢] البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٧٣ ، ولسان العرب (إلى) ، وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٧٩٨.

[٣] الرجز لأبى فرعون فى لسان العرب (فرد) ، (إلى) ، وتاج العروس (إلى).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست