responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 4

قال : وأَمَّا ظَلْتُ ، فإنها مُشَبَّهَةٌ بلَسْتُ. وأَمّا ما أَنْشَدَه أبو زَيْدٍ لرَجُلٍ من بنى عُقَيْلٍ :

أَلَمْ تَعْلَمِى ما ظِلْتُ بالقَومِ واقِفًا

على طَلَلٍ أَضْحَتْ معارِفُه قَفْرَا؟[١]

فإنَّ ابنَ جِنِّى قالَ : كَسَرُوا الظاءَ فى إِنشادِهِمْ ، وليس من لُغَتِهم.

* وظِلُ النَّهارِ : لَوْنُه إذا غَلَبَتْه الشَّمسُ.

* والظِّلُ : نَقيضُ الضِّحِّ. وبعضُهم يَجْعَلُ الظِّلَ : الفَىْءَ.

قال رُؤبةُ : كُلُّ موضعٍ تكونُ فيه الشَّمْسُ فتَزُولُ عنه ، فهو ظِلٌ وفىْءٌ.

وقيلَ : الفَىْءُ بالعَشِىِّ ، والظِّلُ بالغَداةِ. فالظِّلُ : ما كانَ قبل الشمس ، والفَيْءُ : ما فاءَ بعدُ.

وقالوا : ظِلُ الجَنَّةِ ، ولا يُقالُ : فَيْؤُها ؛ لأَن الشمسَ لا تُعاقِبُ ظِلَّها فيكون هُناكَ فَىْءٌ ، إنما هى أبدًا ظِلٌ. ولذلِك قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : (أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها) [الرعد : ٣٥]. أرادَ : وظِلُّها دائِمٌ أَيْضًا.

* وجَمْعُ الظِّلِ : أَظْلالٌ ، وظِلالٌ ، وظُلُولٌ.

وقد جَعَلَ بعضُهم للجَنَّةِ فَيْئًا : غيرَ أَنَّه قَيَّدَه بالظِّلِ. قالَ ـ يَصِفُ حالَ أَهْل الجَنَّةِ ـ وهو النابِغَةُ الجَعْدِىُّ ـ :

فسَلامُ الإِله يَغْدُو عَلَيْهِم

وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلالِ

[٢] وقال كُثَيِّرٌ :

لَقَدْ سِرْتُ شَرْقِىَّ البلادِ وغَرْبَها

وقَد ضَرَبَتْنِى شَمْسُها وظُلُولُها

[٣] ويروى :

*لقد سِرْتُ غَوْرِىَّ البِلادِ وجَلْسَها*

وقولُه تَعالَى : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) [الرعد : ١٥]. أرادَ : وتَسْجُدُ ظِلالُهُمْ.

وجاءَ فى التَّفْسِيرِ أَنَّ الكافِرَ يَسْجُدُ لغيرِ اللهِ ، وظِلُّه يَسْجُدُ لله.


[١] البيت لرجل من بنى عقيل فى لسان العرب (ظلل) ؛ وتاج العروس (ظلل).

[٢]البيت للنابغة الجعدى فى ديوانه ص ٢٢٨ ؛ ولسان العرب (ظلل) ؛ وتاج العروس (ظلل) ؛ وللنابغة (دون تجديد) فى المخصص (٩ / ٥٦).

[٣] البيت لكثير فى ديوانه ص ٢٥٩ ؛ ولسان العرب (ظلل) ؛ وتاج العروس (ظلل) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ١٣٠٩.

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست