responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 339

أراد : كلُّ من راهُ إذ راهْ فسكَّن الهاء وألقى حركة الهمزة عليها.

وقوله :

مَنْ را مِثْلَ مَعْدان بنِ يَحْيى

إذا ما النِّسْعُ طالَ على المَطِيَّةْ

مَنْ را مِثْلَ مَعْدان بنِ يَحْيى

إذا هَبَّتْ شآمِيَّةٌ عَرِيَّهْ

[١] أصل هذا : رأى ، فأبدل الهمزة ياء كما يقال فى ساءَلت : سايَلْتُ ، وفى قرأت : قَريْتُ ، وفى أخطأت : أخطيت.

فلما أبدلت الهمزة التى هى عينٌ ياءً أبدلوا الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم حذف الألف المنقلبة عن الياء التى هى لام الفعل لسكونها وسكون الألف التى هى عين الفعل.

قال : وسألت أبا علىّ فقلت له : من قال : من را مثل معدان بن يحيى ، فكيف ينبغى له أن يقول : فَعِلْتُ منه؟

فقال : (رَئيتُ) ويجعله من باب (حَيِيت) و (عَيِيتُ).

قال : لأن الهمزة فى هذا الموضع إذا أبدلت عن الياء تُقلب.

وذهب أبو على فى بعض مسائله إلى أنه أراد رأى فحذف الهمزة كما حذفها من أَرَيْت ونحوه.

وكيف كان الأمر فقد حُذفت الهمزة وقُلبت الياء ألفًا ، وهذا إعلالان تواليا فى العين واللام. ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم (جا ـ يجى) فهذا إبدال العين التى هى ياءٌ ألفا ، وحذف الهمزة تخفيفًا ، فأعلّ اللام والعين جميعًا.

وأنا أراه : والأصل أرآه حذفوا الهمزة وألقوا حركتها على ما قبلها.

قال سيبويه : كلّ شىء كانت أوّله زائدة سوى ألف الوصل من : رأيت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزه ، وذلك لكثرة استعمالهم إياه. جعلوا الهمزة تعاقب. يعنى أن كل شىء كان أوّله زائدة من الزوائد الأربع نحو أرى ، ويرى ، ونرى ، وترى فإن العرب لا تقول ذلك بالهمز أى إنها لا تقول : (أرْأى) ولا (يرْأى) ولا (نرْأَى) ولا (تَرْأى) ؛ وذلك لأنهم جعلوا همزة المتكلم فى أرى تعاقب الهمزة التى هى عين الفعل ، وهى همزة أرأى حيث كانتا همزتين. وإن كانت الأولى زائدة ، والثانية أصلية. وكأنهم إنما فرّوا من التقاء


[١]البيتان بلا نسبة فى سرّ صناعة الإعراب ٢ / ٧٩١ ، ولسان العرب (رأى).

اسم الکتاب : المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده    الجزء : 10  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست